This post is also available in: English
مرفق سليمان هو الشّهيد البطل الملقّب بـــ (عبّود)من مواليد دير الزّور 1978 منطقة الجورة، وهو طالب دكتوراه في الهندسة الزّراعيَّة، يسكن في مدينة دمشق في منطقة المزّة، . من مبدعي سوريّا، فقد كان يحضّـر أطروحته في تغذية الإنسان، وكان الوحيد في الشّرق الأوسط الَّذي قام بتطوير بكتيريا تُستخلص من التّربة للاستفادة منها في معالجة الكثير من الأمراض، وقُبيل استشهاده حصل على منحةٍ لمتابعة دراسته وإكمال بحثه.
مرفق كان تلميذًا للشّيخ العلامة أسامة عبد الكريم الرّفاعي، داوم على حضور خطب ودروس الشّيخ منذ حوالي عشر سنوات، وعندما بدأت الثّورة السوريّة لحق مرفق بركب مظاهرات الحريَّة والكرامة وخرج في مظاهرات مسجد الرّفاعي في كفر سوسة.
لم يستطع أن يتحمّل الضَّيم وكلمات الإهانة الَّتي وُجّهتْ له وللمصلّين ذات يوم، إذ حوصر مع المصلّين في مسجد الرّفاعي لمنعهم من الخروج في مظاهرة بعد الصّلاة، وبعد مفاوضاتٍ شديدة مع الشّيخ الرّفاعي قرّر المصلّون أن يخرجوا إلى بيوتهم دون تظاهر ولكنَّ مرفق عزَّ عليه ذلك.
فكان آخر من خرج من المسجد وشاهد عندها الأمن والشَّبيحة يوجّهون لهم كلمات قاسية ونابية فلم يهن عليه فحمل حذاءه ورمى به المقدّم، ثمَّ فرَّ مسرعًا ولم يتمكنوا من الإمساك به، لكن ذوو القلوب السَّوداء أفرغوا حقدهم على جسده فيما بعد. .
وفي يوم الجمعة العظيمة الموافق لـ22/4/2011 ، كان مرفق سليمان وصديقه يصلّون الجمعة في برزة بعد إغلاق مسجد الرّفاعي، ثمَّ خرج المصلّون معًا بمظاهرة سلميَّة، لكنَّ الأمن والشَّبيحة كعادتهم أطلقوا النَّار بكثافة على المتظاهرين العُزّل فتفرَّقوا وبقيت مجموعة منهم محاصرين من قبل قطعان الشَّبيحة والأمن، فرآهم مرفق وصديقه فاتَّخذ قراره دون تردّد وقام مع صديقه بالرّكض أمام الأمن ليلفت انتباههم فيتمكّن الأشخاص المحاصرون من النّجاة بأرواحهم، فقام الأمن بإطلاق الرّصاص عليهم وصوّبوا نيرانهم على أجسادهم الطَّاهرة، فأصيب مرفق بفخذه الأيسر وسقط أرضًا، ثمَّ قام رجال الأمن الجويّ بجرّه عبر الشَّارع واقتادوه معهم.
وبعد فترة وجيزة تسلَّم أهل الشَّهيد، ابنهم بتاريخ 28/4/2011 من مشفى المواساة ولكن أصابتهم الدّهشة، لوجود ثلاث طلقات إحداها بالفخذ الأيمن وإنْ دلَّ على شيء يدلّ على تصفية الشَّهيد في فرع الأمن الجوي،ّ الَّذي كان معتقلاً داخل قضبانه.