This post is also available in: English
تتحضر دير الزور لاستضافة النسخة المحلية من ندوات الحوار التي ينظمها مجلس سوريا الديمقراطية على امتداد المنطقة الشرقية. الندوات هذه تركز على الحوار السوري-السوري، وتسلط الضوء بشكل خاص على سبل تحسين العلاقات التاريخية بين شعوب المنطقة الشرقية (عرباً وكرداً) ودورهما التشاركي في بناء إدارة محلية تلبي تطلعات الجميع. فما المطلوب من جميع مكونات المنطقة، وكيف تكون هذه الندوات فعالة لتصل إلى مؤتمر حوار شامل يعيد رسم خارطة الطريق في المنطقة الشرقية؟.
الندوات بدأت من الحسكة، الرقة، الطبقة، كوباني، منبج وقامشلو. فيما من المتوقع أن تبدأ في محافظة دير الزور باستضافة عدد من هذه الندوات والتي ستحضرها وفود من العشائر العربية ووجهاء وأعيان المنطقة. فما هو الدور الفعال الذي يمكن أن يلعبه المشاركون في ندوات دير الزور المرتقبة؟.
الانفتاح والحوار، وهو المطلوب من الطرفين على حد سواء. مجلس سوريا الديمقراطية رفع شعار “نحو مؤتمر وطني لأبناء الجزيرة والفرات” وهو الهدف الذي يرمي إليه من خلال هذه الندوات. فالإدارة الذاتية، وبعدما خبرت التحديات الجمة التي واجهتها على مدار السنوات الماضية، أدركت ضرورة الانفتاح والحوار على جميع مكونات المنطقة. ومن هنا يجول مسؤولو مسد، على رأسهم رئيسة المجلس التنفيذي إلهام أحمد، على مناطق شرق سوريا تدير هذه الندوات وتستمع إلى آراء أهالي المنطقة.
الشفافية والمصداقية، وهما أساسٌ لقيام حوار فعال وبناء بين مكونات المنطقة. ولا تخفى على أحد تلك المطبات التي اصطدم بها المجتمع في المنطقة الشرقية مؤخراً بسبب غياب الشفافية والمصداقية بين المكونات، وبالتالي انعدام الحوار بينهم. وهنا تأتي مسؤولية كل مكون، سواءٌ كان عربياً أم كردياً، من أبناء العشائر أو من القبائل، أن يعبروا عن آراءهم وتطلعاتهم بشفافية خلال هذه الندوات ويكونوا جزءاً مؤثراً في عملية إعادة تشكيل الإدارة المحلية للمناطق الشرقية في سوريا.
المسؤولية والتطلع للمستقبل، وهي التحصيل الحاصل لكل ما سبق. فالمحرك الأساسي لكل هذه الندوات والحوارات ينبع من مسؤولية المكونات المحلية وتطلعاتهم للمستقبل. وقد ثبتت تجربة السنوات الماضية، أنه ما من شيء يحقق المستقبل المرجو إلا الحوار والتواصل بمسؤولية من أجل بلوغ الهدف المرسوم، ألا وهو ترسيخ الاستقرار في المنطقة الشرقية وتحقيق العدالة وتثبيت الأمن الاجتماعي.
هي إذاً، مرحلة فاصلة في تاريخ شعوب المنطقة الشرقية، تجعل من الضروري تلقف فرصة الحوار هذه وتقديم ما أمكن من رؤى وتطلعات بمسؤولية وشفافية، من أجل بناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة. أهالينا في دير الزور، لطالما كانت عشائر المنطقة السباقة في تلقف المبادرات لصالح المنطقة. واليوم نحن أمام مسؤولية لإبراز مطالبنا، مشاركة رؤيتنا وتقديمها لنكون جزءاً من تطوير المشاركة والعمل المؤسساتي في الإدارة المحلية بمناطق شرق سوريا.