This post is also available in: English
خاص – ديرالزرو24
بعد تهميشها من قبل رأس الإجرام حافظ الأسد و منع إقامتها متقصداً في المنطقة الشرقية لزرع التمييز بين ابناء المحافظات السورية و إعطاء مسمى المناطق النامية عليها فدير الزور المحافظة الواقعة بين الحسكة والرقة بالرغم من وجود كادر تدريسي يغطي الجامعة وعدد طلاب تستوعبه الجامعة حرم هذا المجرم إقامتها ليستطيع الطلاب متابعة تحصيلهم العلمي بظروف أسهل في ظل الغلاء المعيشي، أسوة بحمص التي تحتل موقعاً وسطاً بين الساحل وحماة في ديرالزور.
بقيت كلية الزراعة الكلية الوحيدة في دير الزور مع بعض المعاهد مع مرافق شخصي ألا وهو مفرزة الأمن شأنها شأن جميع المنشآت التعليمية في نظام الأسد مفرزة أمن تحت مسمى أمن الطلاب فطلاب الجامعات والمعاهد في جميع الدول هم القوى الفاعلة في المجتمع إلا في سوريا تم وضع حارس أمني لمراقبة ما يدور في رؤوس الطلاب.
في عام ٢٠٠٣ تم افتتاح كلية الآداب في دير الزور باسم جامعة حلب الثانية المرتبطة بجامعة حلب تلاها افتتاح كليات أخرى كالحقوق والتربية والعلوم والاقتصاد والبترول والطب ثم استقلت بهذا العدد من الكليات المستحدثة باسم جامعة الفرات عام ٢٠٠٦، لم يكن لهذه الكليات بناء مستقلاً أو مجمعاً يدل عليها تابعاً للتعليم العالي كباقي الجامعات، بل كانت متفرقة متباعدة وكانت غالبا في مدارس قديمة كالبترول والحقوق والاقتصاد والعلوم أما كلية الآداب فكانت في مدرسة ثم نقلت إلى مقصف الكونكورد هذا المقصف الذي تعود ملكيته لمسؤول في النظام خسر مشروع المقصف وتم تأجيره لكلية الآداب في الجامعة، ليعوض الخسارة.
أما كلية الزراعة ذات البناء القديم المهترئ غير المستوفي لحاجة الطلاب العلمية لم يتغير في هذه الكلية سوى شيئاً واحداً هو إضافة صورة لبشار الأسد بالقرب من صورة أبيه المجرم حافظ الأسد على جدرانها.
في عام ٢٠١١ تم الانتهاء بشكل غير نهائي من بناء مستقل ضم كلية الآداب وكلية الزراعة خارج المدينة لينتقل طلاب هذه الكليات لبنائهم الجديد على طريق دمشق، في منطقة سيئة المواصلات وخالية من المستلزمات الضرورية لهم .
أما السكن الجامعي للطلاب، فقد كان غير كافي لاستيعاب الطلاب ويتم فرزه لهم ضمن محسوبيات تتبع لمفارز الأمن ليصار إلى بناء وحدتين سكنية خارج المدينة لا تكفي الطلاب من المحافظات السورية الاخرى وضمن محسوبيات أيضاً وبعض الغرف كان يسكنها عنصر أمن لوحده بالمقابل كانت غرفة واحدة تغص بأكثر من أربع طلاب .
مشاركة طلاب الجامعة في الثورة : بدأت الثورة فكان لطلاب جامعة الفرات حضور متميز فشاركوا وعملوا كناشطين، سلميين وإعلاميين، وإغاثيين، ونظموا المظاهرات داخل الكليات في ظروف أمنية صعبة وكتبوا المنشورات ووزعوها فكان الرد بدخول عناصر الأمن إلى الكليات واعتقال الطلاب من مقاعد دراستهم، وصدرت أوامر فصل بحق الطلاب المشاركين في الاحتجاجات السلمية بداية الثورة.
وفي جمعة الجيش الحر يحميني استشهد أول طالب بجامعة الفرات في مظاهرة دير الزور الطالب (عبدالله عمار)، ولوحق بعدها الطلاب الأحرار وتم التضييق عليهم واعتقل الكثير منهم ثم استشهد غيث الراوي حيث ظهر طلاب الجامعة بشكل ملحوظ في تشييعه و عند وصول بعثة المراقبين العرب أضرب الكثير من طلاب الجامعة واستشهد الطالب زهير المشعان في مجزرة المراقبين.
تبعها الحراك العسكري لينضم بعضهم لصفوف الجيش الحر، بعد أن فرض الحل العسكري فضحوا بمستقبلهم في سبيل حرية بلدهم فأستشهد عبيدة المفتي أبرز ناشطي الحراك السلمي و تم تصفية بعضهم في السجون حيث استشهد الطالب مهند عدنان الجاسم في المعتقل وبقي الكثير منهم في المعتقل حتى الآن مصيره مجهولا.
ليبقى اسم الجامعة فقط خالية من طلابها إلا أعداد قليلة ممن قرر المتابعة والبعض منهم رفض الدخول لمناطق سيطرة نظام الأسد، لمتابعة دراسته خوفاً من الاعتقال فأعاد النظام اختيار مدارس جديدة في حي القصور والجورة والتي هي في مناطق سيطرته، مع ازدياد الفساد في هذه الجامعة في ظل هيمنة أفرع الأمن على مفاصلها، بشكل ملحوظ وفصل البعض من الكادر التدريسي ممن التحق بالثورة .
سيطرة داعش وإغلاق المعابر
سيطرت داعش على دير الزور واتخذت قراراً يقضي بمنع أي شخص دخول مناطق سيطرة النظام وهذا ينطبق على العدد الأكبر من طلاب الجامعة وأي موظف يريد تحصيل راتبه حاول الطلاب ممن أهاليهم خارج مناطق سيطرة نظام الأسد، استكمال دراستهم ولكن داعش أجبر أهالي الطلاب على استدعاء أبنائهم وإلا اعتبروهم مرتدين بل قاموا باعتقال اباء الطلاب وتهديدهم فخرج الطلاب لينقذوا أباءهم من قبضة داعش، حيث كان بعضهم على وجه التخرج ولم تبقى له سوى مادة او مادتين، ويتخرج أما من بقي من الطلاب لم يكن يعلم أن ظالماً آخر ينتظره فعمل نظام الأسد، على اعتقالهم وأخذهم للسخرة في حفر الخنادق و تدعيم الدشم
.
أما السكن الجامعي الجديد لهذه الجامعة فقد تحول إلى مأوى للعائلات النازحة من الاحياء التي تشهد حربا و قصفا مستمر حيث يعيشون في ظروف سيئة و استغلال مستمر من عناصر الأمن إلى أن هاجم تنظيم داعش بتاريخ 15\5\2016 وقتل عناصر الأمن و اعتقل بعض قاطني السكن بعد سيطرته لفترة وجيزة، لتتمكن بعد ذلك قوات الأسد من استعادة السيطرة عليه.
.
بالأمس تم تعيين رئيسا جديدا لجامعة طلابها بين شهيد ومعتقل وبين جائع و فار ومشرد، هكذا كانت ولادة هذه الجامعة التي ولدت عوراء في محافظة قدمت نخب من المثقفين وأصحاب الكفاءات.