This post is also available in: English
“إلى أبناء اليهود ” رسالة يوجهها تنظيم داعش عبر إصدار جديد من إنتاج المكتب الأعلامي لولاية الخير الاسم الذي يطلقه داعش على محافظة ديرالزور. في هذا الإصدار يحاول تنظيم داعش العمل على مقارنة بين ما يفعله الجيش الإسرائيلي من أعمال التدريب العسكري للأطفال وما يفعله التنظيم مع أطفال سوريا.
يبدأ الإصدار بعرض صور لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثم ينتقل إلى شرحٍ صوري لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وتدريبات عسكرية يجريها التنظيم للأطفال، حيث كافأ التنظيم المتفوقين في التعليم والتدريب بأن ترك للأطفال مهمة تنفيذ عمليات إعدام بحق سجناء يعتقلهم داعش في سجونه، حيث كانت قلعة الرحبة الأثرية في البادية الجنوبية لمدينة الميادين شاهدةً على تنفيذ حكم الإعدام بحق 6 من سجناء داعش.
أطلق الأطفال الرصاص على 5 منهم فيما أسندت مهمة ذبح المعتقل السادس للطفل الذي تفوق في التدريبات العسكرية. كما يركز الإصدار في مجمل مشاهده على التدريبات التي يتلقاها الأطفال في معسكرات التنظيم والتي خصص أجزاء في كل معسكر يختص بتدريب وتعليم الأطفال أنواع القتال تحت مسميات عدة كمعسكر الزرقاوي في الغوطة الشرقية ومعسكر ( أشبال الخلافة ) حيث يعمل التنظيم على تجنيد الأطفال من سن 5 سنوات حتى سن 17 عاماً يتلقى فيها الأطفال أنواعاً مختلفة من التدريبات القتالية على الأسلحة الروسية والأمريكية الخفيفة،
ويقسم الأطفال حسب الأعمار إلى فئات يتعلم خلالها المنضم إلى معسكرات التدريب والتأهيل فتبدأ المرحلة الأولى من التعليم بحفظ القرآن وشرحه ثم الانتقال إلى تدريس العقيدة إلّا أن الانحراف يتم بزرع الفكر الإجرامي التكفيري في رؤوس الأطفال بعد هذه المرحلة، فيستخدم التنظيم تأثير الدين لزرع الفكر السياسي المغلف بالدين لتحقيق مخططات مرسومة لبسط النفوذ والسيطرة على مناطق في العراق وسوريا.
لم يكن الإصدار هو الأول في عرض التدريبات التي يتلقاها الأطفال بل أفصح التنظيم علانيةً عن إشراكه الأطفال في كل المراكز القتالية التي ينفذها في سوريا والعراق، فقد نشر التنظيم مشاهد لأطفال يشاركون في الحواجز مسلحين ببنادق وآخرين يشاركون في العمليات القتالية على الجبهات التي يخوضها، فيما يجاهر التنظيم بمشاركة الأطفال بالعمليات الانتحارية وكيفية إعدادهم لها من خلال الحشو المسموم الذي يزرع في أدمغة لا تتجاوز الـ17 عشر ربيعاً.
إنّ من أخطر ما أقدم عليه التنظيم هو فصل الأطفال المنضمين إلى معسكرات التدريب عن أهلهم وخلق فجوة تواصل بين الأبناء وذويهم، ووصل الحال في أغلبه إلى دفع الأطفال لمعاداة أهاليهم بحجة أن الأهل في ردة والأبناء هم من دخل نور الإسلام.
إنّ إنشاء داعش لمثل هذه المعسكرات يجعل المنطقة تعيش حالة انتقال فكري بين السلام والإرهاب حيث تنتج هذه المعسكرات أطفال معتادين على الدماء، وبهذا نصل إلى مجتمع يعج بالفكر السلبي والاستخدام غير الصحيح لمفاهيم الإسلام وتعاليمه ما يدفع هذه المنطقة إلى الاستمرار بالاضطراب وإنتاج إرهابيين لا يعي أيٌ منهم خطر الفعل الذي يقدم عليه.