This post is also available in: English
سيارت تحمل مدنيين نازحين وشوارع خالية وكهرباء مقطوعة في أجواء يسيطر عليها القلق في مدينة الحسكة منذ بدء تنظيم داعش بعمليته في سجن غويران.
التنظيم ركّز هدفه على إخراج عناصره البالغ عددهم أكثر من 5000 عنصر لتسليحهم والنهوض مجددا لتحقيق حلمه بالعودة. لكن من يدفع الثمن؟ عائلة جلست ليلتها تسمع أصوات الاشتباكات في خوف ورعب، وأطفال أمضوا ساعاتهم على صوت المفخخات والأسلحة الثقيلة، بينما تعرضت عائلات لتهديد خلايا التنظيم عندما اقتحموا منازلهم واستخدموها كنقاط دفاع وارتكاز لاشتباكاتهم.
ما حصل في سجن الصناعة هو صورة مصغرة توحي إلينا ما ستعيشه مدن شرق الفرات في حال استطاع التنظيم النهوض مجددا، فداعش لم يدخل منطقة إلا خرج منها مدمرة ومتحولة إلى ركام، وذلك لتحقيق حلم لم يتحقق سابقا ولن يتحقق مستقبلا.
رغم قوة ما حققه التنظيم إعلاميا في العملية لكن النتائج التي خرج بها حتى الآن هي 5 عناصر فروا من السجن فقط من أصل 5000 كان يحلم بتحريرهم، ونضيف إليها نتائج اعتاد أن يحققها وهي شوارع خالية بالحسكة وأسواق مغلقة وانفلات أمني وهاجس من الخوف والرعب في حيي غويران والزهور يعيشه الأهالي والسكان.
داعش لم ينجح بعمليته لكنه حوّل الحسكة إلى سجن أوصد أبوابه على سكانها مع إغلاق مداخلها ومخارجها وفرض حظر تجوال على بعض أحيائها.
ربما يعيد إلى أذهاننا الصورة النمطية التي اعتدنا عليها، أن العيش مع خطر تواجد خلايا داعش هو سجن مظلم قاتم والحياة دونها أفضل لا محالة.