This post is also available in: English
خاص ديرالزور24
يسيطر الفكر الميليشياوي على كافة مفاصل بقايا الدولة التي تضطلع ميليشيات الأسد والميليشيات الداعمة له بالسيطرة عليها وقولبتها وفقاً لمصالحها التي تتمثل بوضع أذرعها على كافة المناحي التي من شأنها أن تمثل دخلاً للبلاد أياً يكن.
وفي سبيل تحقيق ذلك تعمل هذه المنظومة المستبدة منذ استلامها السلطة على صناعة واجهات اقتصادية تختبئ وراءها وتحقق مصالحها من خلالها، وتعتبر رموزاً لها، كما كان “رامي مخلوف” و”سامر الفوز” و”حسام القاطرجي” يد السلطة الاقتصادية المتنفذة على مر نصف قرن تقريباً.
وعملاً بقانونها القاضي بتجديد رجالاتها منعاً لتمددهم واستبعاد من أصبح منهم ورقة محروقة، يطفو على السطح اسم “مدلول العزيز” المعروف بـ”أبو ذباح”، في أنباء متداولة عن اتخاذه بديلاً للقاطرجي، علاوة على أنه يحظى بدعم روسي وإيراني، إذ يقوم باستمالتهم والتودد إليهم من خلال إغراقهم بالعطايا والأموال.
يشغل “المدلول” منصب عضو مجلس الشعب، ولديه مجموعة قوامها 125 عنصراً يتبعون لفرع الأمن العسكري بمحافظة ديرالزور، وتسلم مؤخراً عمليات التهريب الجارية بين ضفتي نهر الفرات بين مناطق سيطرة “قسد” و”الأسد”، حيث يضطلع كافة المهربين بالولاء له، نظراً لتحكمه بجميع المعابر، وتربطه بعناصر الحواجز علاقة وطيدة تقوم على تبادل المصالح، حيث يدفع لهم الأموال، مقابل عدم اعتراض عملياته وغض النظر عنها.
ويعتبر “المدلول” أوسع نفوذاً من سابقه “القاطرجي” الذي كان مجرد وسيط لتهريب المحروقات والحبوب بين مناطق “قسد” و”الأسد” وبينه وبين “داعش” سابقاً، فيما تجاوزت صلاحيات المدلول ذلك بمراحل، وأصبح يسيطر بشكل كامل على المعابر، ما يعني سيطرته على ملايين الدولارات الي تدرها عمليات التهريب.
ولمن لا يعرف من هو “أبوذباح” فهو من أبناء عشيرة “البكارة”، انضم لجبهة النصرة حين سيطرتها على ديرالزور، وعرف بسرقته للحبوب حينها وبيعها لصالحه، فيما هرب لمناطق سيطرة “الأسد” إبان دخول تنظيم “داعش” للمنطقة، مجرياً مصالحة مقابل أموال طائلة، ليحظى فيما بعد بدعم إيران الذي أوصله لكرسي مجلس الشعب، ليس ذلك فحسب، بل تجمعه علاقات وطيدة بجنرالات الروس وزيارات متبادلة، ليصبح بذلك ممسكاً بكل خيوط اللعب مع الكبار، ويتحول في وقت قصير لطوفان يبتلع الأخضر واليابس.