This post is also available in: English
بثت داعش إصداراً جديداً لإعدام ثلاثة شبّان من ريف ديرالزور، بتهمة التعامل مع جبهة النصرة والعمل على تفجير سيارات ومقار عسكرية للتنظيم في محافظة ديرالزور، والتي تعتبر أبرز معاقل داعش في سوريا.
الإصدار الذي حمل عنوان «الأخسرين أعمالا» شن التنظيم خلاله هجوماً على جبهة النصرة وأحرار الشام وفصائل الجيش الحر، متهماً إياهم بالردة والتعامل مع الصليبين حسب ما أدعى التنظيم.
شخصان من البوكمال وآخر من حي الجورة كانوا ضحايا الإصدار الجديد الذي بثه التنظيم، وهو الثالث خلال أقل من أسبوع ويظهر فيه ما يسمى بأبو تقى الشامي، الذي بدأ حديثه بالتمجيد لداعش كونها دولة الإسلام ، حيث قال بضعة أبيات من الشعر والآيات ليظهر الشامي ولائه لتنظيم داعش المتطرف، وقد نفذ الإعدام وفق ما أكده ناشطون في مدينة الشحيل بريف ديرالزور الشرقي، والتي كانت تعتبر المقل الرئيس لجبهة النصرة في شرق سوريا، إذ جاء الإعدام كرسالة قوية من التنظيم لجبهة النصرة بيد أن اللافت في الأمر هو هوية الشامي، الذي ينحدر من مدينة الميادين شرق محافظة ديرالزور، والشامي اسمه الحقيقي ” يوسف المرهون أبو هائل ” أبرز قيادات حزب البعث في مدينة الميادين، إذ ترأس فرقةً حزبيةً، وبقي مع حزب البعث حتى العام 2013، وقد عرف عن المرهون حبه وولعه للبعث وحافظ الأسد، إضافة كونه مخبراً لأفرع مخابرات الأسد قبيل الثورة وإبانها , وبقي المرهون في المدينة متخفياً نوعاً ما بيد أن تنفيذه للإعدامات فتح الباب على مصراعيه على ماضي الرجل.
المرهون الذي تجمعه علاقة قربة مع القيادي البارز في داعش ” صدام الجمل ” , نصب أميراً على منطقة القائم العراقية، بقي أميراً للقائم حتى لحظة تنفيذ الإعدام، وهو الأمر الناهي في البوكمال والقرى المحيطة بها، لم يختلف شيء على أهالي ريف ديرالزور، سوى أن المرهون كان بدون لحية بيد أنه اليوم بلحية وأحاديث إسلامية بدلاً من أحاديث البعث، وشعارات الأب القائد.
للمرهون علاقات وطيدة مع ضباط مخابرات الأسد من بينهم ” أبو رامي الزبراوي” الذي كان رئيساً لجهاز الأمن العسكري في الميادين، إضافة إلى علاقاته مع رفقائه البعثيين في ديرالزور ودمشق وغيرها من المدن.
ومن يريد أن يعلم من هي دولة الإسلام، لعله يبحث في تاريخ أمراءها في ديرالزور ولعل المرهون خير شاهد على أنها دولة نظام الأسد الممتدة والمتغلغلة في سوريا والعراق، وسيرى ويكشف لنا زيف ادعائاتهم.