This post is also available in: English
تذكرني صورة عصام زهر الدين الأخيرة، والتي يظهر فيها يقطع جثث مقاتلين من داعش ويعلق أشلاءهم، بشخصية زعيم عصابة الوطنيين الأحرار في فيلم عصابات نيويورك، حيث يخلب الزعيم المافاوي لب أتباعه بسكاكينه وعمليات التقطيع المستمرة لأجساد الحيوانات والبشر من أعدائه، ولا نستطيع أن نقول أن عصام وجزار نيويورك يعودان بالسلوك باتجاه غريزي حيواني لأن الحيوانات لا تقتل إلا بغرض الأكل لا بغية التقطيع والتمثيل ولعله من الإجحاف تشبيه أفعال كثير من البشر بسلوك الحيوانات.
عصام زهر الدين صاحب اليدين القويتين والموغلتين في دماء أبناء ديرالزور خاصة والسوريين بشكل عام، والذي ينسب إليه تخطيط وتنفيذ مجازر حيي القصور والجورة قبل ما يقارب الثلاثة أعوام، والتي راح ضحيتها المئات من أبناء هاتين المنطقتين، واللتان ترزحان الآن تحت حصار داعش وقذائف الهاون المنهمرة على المدنيين والتي مصدرها داعش، علاوة عن عسف قوات الأسد والمليشيات التابعة والموالية لها، لم يجد غضاضة بعد كل المجازر التي ارتكبها في تعليق وتقطيع جثث مقاتلين من داعش تم أسرهم خلال الأيام الماضية.
لست بمعرض الدفاع عن داعش ولكنني أذكر بأن هناك أنظمة إرهابية تسلح الجيوش وتعزز ثقافة القتل بشكل يومي وتعلم العنف كل يوم لمجتمعاتها لحماية هذه المجتمعات من أنفسها!. وهي من أوصلتنا بثقافة القتل والقتل المضاد.
لعل أكثر ما تؤكده صورة الجزار زهر الدين مع ذبائحه أن هذا النظام سقطت فيه كل القيم والمبادئ التي تنظم الدول وحتى الحالات المتأخرة منها (السلطات) وأصبح مجرد عصابة لا تختلف عن عصابة جزاري نيويورك.