This post is also available in: English
عادت “درعا” من جديد لتأجج نيران الثورة وتنفخ فيها الروح التي أخذت تخبو شيئاً فشيئاً بفعل المجريات السياسية التي لا توحي بتقدم، وصمت العالم الذي أخذ موقف المتفرج إلا من بعض التنديدات والعقوبات الجوفاء الخالية من أي معنى من شأنه أن يغير شيئاً على أرض الواقع، فيما يرزح الشعب تحت وطأة الجوع والفقر والذل في مناطق سيطرة نظام الأسد، ويعاني الأمرين في مخيمات اللجوء.
درعا تتصدر واجهة المشهد مجدداً، بعد رفضها انتخاب “بشار الأسد” والتطبيل له، وإعلان أبنائها تمسكهم بثوابث الثورة ومبادئها، الأمر الذي استفز روسيا ونظام الأسد وأثار حفيظتهم، وجعلهم يصبون جام غضبهم على درعا، بعد فوزهم الساحق في مسرحية النتخابات الهزلية.
عمدت قوات الأسد إلى تكريس سياسته المعهودة في حصار درعا البلد التي صمد أبناؤها، مطالباً بتسليم أسلحتهم الخفيفة واستبعاد العشرات من أبناء البلدة إلى الشمال السوري، فيما رفض أبناء درعا ذلك، ما جعل نظام الأسد بتأييد روسي يضيق الخناق على درعا التي يظهر أبناؤها صموداً تاريخياً في وجه آلة الحرب، وتأسر عدداً من قوات الأسد، لينتهي الأمر بهدنة مؤقتة.
ولم يقف أبناء ديرالزور موقف المتفرج مما يجري في درعا، حيث خرج العشرات اليوم في مظاهرات لدعم أبناء درعا ومساندتهم معنوياً، ورفعوا لافتات كتب عليها شعارات مناهضة للأسد ومنها “من الفرات إلى حوران.. ثورة واحدة ومصير واحد حتى النصر”، و”الخسيس لن يهزم الجليلة”.
وكأن أبناء ديرالزور كانوا يتعطشون للحظات التي تعيد روح الثورة الأولى، ليظهروا تأييدهم لدرعا ووقوفهم ضد المستبد حتى آخر رمق..
وعبثاً تحاول لا فناء لثائر.