This post is also available in: English
رامي أبو الزين – ديرالزور24
اتفاق جديد، ومناسبة أخرى يخلع فيها أهالي دير الزور، من جديد تعود ديرالزور إلى التهميش والتناسي، وإغفال دور أبناءها في الدور السوري، وكأنهم من خارج الحدود السورية أو أنهم لايعتبرون ضمن مفهوم الإنسانية الذي يتقمصه المجتمع الدولي.
حالة من الغضب الشديد، اعتلت أبناء ديرالزور المراقبين لمجريات الأحداث، بعد تكشف خيوط الإتفاق الروسي – التركي، مع وفد المعارضة السوري القاضي بوقف اطلاق النار، وعدم التطرق إلى مصير أهالي دير الزور ضمن هذا الإتفاق.
لاشك أن هذا الإتفاق يعتبر خطوة هامة في طريق إيقاف شلال الدم السوري المراق، وتخفيف المعاناة عن المدنيين الذين تقطعت بهم السبل، والحد من المذابح الهمجية المرتكبة بحق السوريين المطالبين بالحرية، وفرصة لتحقيق مبادئ الثورة السلمية من جديد.
لكنه في الوقت ذاته، وبرأي الكثير من أبناء دير الزور والرقة المأسورتين من قبل تنظيم داعش، يأتي بمثابة قرار فصل لهاتين المدينتين عن العائلة السورية، وتركها لمواجهة مصيرها منفردة، ومنح الشرعية لآلة القتل الروسية والأسدية للقتل و تنفيذ المجازر بحق أبناء ديرالزور والرقة.
عتب شديد اللهجة، من أبناء الفرات على اخوانهم في المحافظات السورية الفرحة بتوقيع اتفاق وقف اطلاق النار، ونسيان النار المضرمة في ديرالزور والرقة منذ ست سنوات، وقلق شديد على مصير المدنيين هناك، تزامن مع السويعات القليلة المرافقة لتوقيع الإتفاق، حيث أن تواجد أبناء دير الزور في ساحات القتال على كامل التراب السوري، وفي كافة المحافظات السورية.
لم يشفع لمدينتهم لتذكر على هامش الإتفاق المبرم، والرفض القاطع لدعشنة المدينة والتي لاقت من تنظيم داعش جحيم الإنتقام نتيجة مناوءتها له منذ سيطرته عام 2014، والمطالبة بتحييد المدنيين من المحرقة المتوقعة نتيجة الظروف اللاحقة لهذا الإتفاق، والحث على اتخاذ خطوات وتدابير تضمن سلامة المدنيين العالقين تحت قبضة داعش.
المخاوف من النتائج المتوقعة التي ستنعكس على أهالي ديرالزور والرقة والتي تتمثل باستخدام تنظيم داعش لأبناء المنطقة الشرقية كدروع بشرية لصد الهجمات المكثفة المتوقعة، وقد قام التنظيم بخطوات استباقية في هذا المنحى، فعمد التنظيم على إقامة مقراته بين منازل المدنيين، واصدار قانون يحظر فيه على المدنيين ارتداء (البنطال ) واجبارهم على ارتداء الزي الباكستاني، وذلك كي تبدو المنطقة مدعشنة برمتها مما يؤمن له حمايته عناصره عن طريق المدنيين.
وبعد الخذلان الذي لاقاه أبناء دير الزور من اخوتهم الثوار، وتقطع السبل بهم والطلاق الكامل المتمثل بالقرار الذي أهملهم، سوف تتزايد أعداد المنتسبين لتنظيم داعش من أبناء المنطقة كنوع من ردة الفعل من جهة، والإلتجاء الى الملاذ الوحيد من جهة أخرى.
كما يعد هدوء الجبهات مع قوات النظام، والتقاط الجيش الأسدي لأنفاسه واستجماع قواه، سيزيد من تواجد قواته في ديرالزور والرقة، مما ينبأ بمحرقة سيكون للمدنيين الجزء الأكبر منها مع احتمالية استعادتها لتعود لسيطرة قوات الأسد ومايترتب عليه من عمليات انتقامية من قوات الأسد بحق المدنيين .
ويجدر التنويه أنه وفي الساعة التي أعلن فيها عن وقف اطلاق النار، كان الطيران الروسي قد ارتكب مجزرة في قرية مراط بريف دير الزور الشرقي راح ضحيتها أربعة شهداء وعشرات الجرحى من المدنيين.
إن غض الطرف عن حوالي مليون ونصف المليون مدني في ديرالزور والرقة، ينافي مبادئ الثورة السورية التي خرج من أهلها أحرار سوريا، ومن جانب آخر انما هو بمثابة إعطاء ذريعة إمعان بالقتل، وشرعنة المرحلة الدموية القادمة بحق أبناء ديرالزور والرقة.