This post is also available in: English
لا تزال أحياء مدينة ديرالزور و قراها تعيش حالة الظلام المستمر ، في ظل انقطاع التيار الكهربائي منذ أكثر من ستة أعوام .
خرجت الخطوط الرئيسية للكهرباء المغذية لديرالزور عن الخدمة منذ عام 2013 ، نتيجة تعرضها للقصف و التخريب بفعل المعارك بين قوات الأسد و فصائل الجيش الحر ، و استهداف طيران الأسد أكثر من مرة الخط الرئيسي المغذي لديرالزور و القادم من محافظة حمص عبر مدينة تدمر .
و منذ ذلك التاريخ ، يعيش أهالي ديرالزور في ظلام دامس طيلة يومهم فيما عدى ساعات قليلة جداً يعمل التيار الكهربائي فيها ، تحت ذريعة ” التقنين في الكهرباء ” ريثما يتم إصلاح الأعطال .
ظلت هذه الديباجة على لسان المسؤولين في نظام الأسد بديرالزور منذ الأيام الأولى و حتى هذه الأيام ، حيث تم تخصيص مبالغ مالية كبيرة جداً أكثر من مرة لإصلاح الخطوط الرئيسية للكهرباء التي تغذي ديرالزور ، و كان آخرها مبلغ مليون و مئتي ألف يورو ، إلا أنّ وضع الكهرباء في ديرالزور لم يتحسن قيد أنملة .
مما يجبر أهالي ديرالزور إلى العيش في الظلام ، أو استنزاف المصروف المحدود بشراء المحروقات اللازمة لتشغيل الآلات المولدة للكهرباء ، أو بدفع مبالغ تعتبر كبيرة جداً مقابل الحصول على خط من المولدات العملاقة التي يديرها تجّار يحصلون من خلالها أرباحاً طائلة ، إذ يبلغ سعر الكيلو الواط الواحد من هذه المولدات 1000 ليرة سورية ، الأمر الذي يثقل كاهل المواطن ذو الدخل المحدود أو المعدوم إن صح القول .
بين الفساد المستشري في دوائر نظام الأسد و بين وعود المسؤولين في تحسين وضع كهرباء ديرالزور ، يقبع أبناء ديرالزور في ظلّ الظلام الذي يعود بهم إلى مئات السنين التي ولّت وكان الإنسان يعيش فيها دون كهرباء .