This post is also available in: English
يعد الجو المغبّر ” العجاج ” من أهم العوامل التي استفاد منها تنظيم داعش مؤخراً، في معاركه ضد أعدائه، إذ وفر العجاج للتنظيم مناخ مناسب لشن هجمات متفرقة على خصومه المتنوعين.
فقد شهدت الساعات الماضية هجوماً مكثفاً لتنظيم داعش على قوات قسد، نتج عن الهجوم استعادة التنظيم لمواقع ونقاط عسكرية كان يسيطر عليها مسبقاً وأبرزها بلدتي السوسة والباغوز.
كبد التنظيم قسد خسائر فادحة بالعتاد والأرواح مستغلاً العاصفة الغبارية التي ضربت المنطقة والتي تسببت حظر جوي لطيران التحالف الذي يرافق قوات قسد أثناء المعارك.
اعتمد التنظيم خلال الهجوم أسلوبه الكلاسيكي في القتال والذي يرتكز على العربات المفخخة ثم الانغماسيين الذين يرتدون الأحزمة الناسفة، ومن ثم الهجوم المكثف على أكثر من محور لتشتيت انتباه عناصر قسد مما أسفر عن انسحاب لقوات قسد عن عدة مواقع نتيجة الضربات المكثفة من قبل عناصر داعش.
هذا الانسحاب السريع والمفاجئ لعناصر قسد من القطاعات التي كانت تسيطر عليها، دفعت القوات الأمريكية والفرنسية إلى سحب مدفعيتها المتركزة في بادية هجين والتي كانت تساند قوات قسد عن طريق قصف المناطق التي يتواجد فيها التنظيم والذي يتحصن بدوره بالمناطق السكنية في مدينة هجين والقرى المحيطة بها.
الخسائر التي منيت بها قسد، دفعت بها إلى استقدام تعزيزات عسكرية تشمل معدات و مدرعات ومقاتلين من الجبهات الباردة في مناطق سيطرتها وزجها في المعارك الضارية ضد تنظيم داعش في الجيب المتبقي له بريف ديرالزور الشرقي.
بينما يعيش التنظيم حالة انتعاش مفاجئة بعد انكفائه و تقهقره خلال الأشهر الماضية، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة معارك استنزاف بين الطرفين في محاولة من قسد لإكمال سيطرتها على كامل منطقة شرق الفرات، بينما يدافع التنظيم عن آخر معاقله في معركة يعتبرها الكثير من المتابعين معركة وجود لتنظيم داعش.