This post is also available in: English
منذ التدخّل العسكري الروسي بطلب من نظام الأسد الذي أثبت استبداداً وتنكيلاً وقتلاً هو الأفظع ضد الشعب السوري، عملت روسيا بدعم نظام الأسد لوأد أي حراك في سوريا، ولم يتوانوا عن استخدام شتى السبل في معاركهم مع قوات المعارضة المسلّحة، وأثبتت الوقائع أنّ الروس هم الأقل اكتراثاً لحياة المدنيين أثناء أي عمل عسكري، لذلك فقد ارتكبوا العديد من الجرائم دون أن يرف لهم جفن.
كما أنّ الروس لم يحتاطوا بقصد في عملياتهم العسكرية بناء على قاعدة يتبناها الروس ونظام الأسد، والذي فحواه أنّ المناطق التي تتحرّك فيها المعارضة المسلّحة هي مناطق ذات محيط وحاضنة متقبّلة لهم وأنّهم يستحقون ما يستحقه المقاتلون ويلجؤون إلى القتل على مبدأ الأرض المحروقة وأثبتت النقاط التي استولت عليها روسيا مع نظام الأسد كيف أنّها استلمتها ركاماً وسط تهليل من إعلامهم لما يسمى نصرٌ على أرض خراب.
وقد تم توثيق المئات من الانتهاكات في حقّ المدنيين في العمليات العسكرية التي تقودها القوات الروسية وتوثيق كذلك عدم مبالاة الروس لمقتل المدنيين، وكذلك تدمير البنى التحتية والعمران وغيره في مقابل تحقيق ما تدعية روسيا بالنصر العسكري.
وبينما تنشط روسيا عسكرياً في سوريا عبر الطيران الحربي الجوي وتقديم تدريبات واستشارات عسكرية لنظام الأسد، فإنّها لا تتوانى في الانخراط بشكل قذر لصالح الأسد عبر القتل والتنكيل في كل البؤر والمناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد.
ليس هذا فحسب، بل إنّ روسيا لجأت إلى استقدام قوات مرتزقة ليقدموا خدمات قتالية على الأرض، حيث ساهموا بشكل مباشر في القتل والتدمير لمناطق المعارضة أو المحسوبة عليها، وأثناء المعارك ضد تنظيم داعش لم تتوانى القوات الروسية والقوات الرديفة في قتل المدنيين أيضا دون أدنى محاولة لتحييدهم.
لكن ليس هذا كلّ شيء ففي شهر كانون الثاني/ يناير 2022 لاحظ مزارع في الباغوز شرق ديرالزور ما اعتقد أنّه صاروخ غير منفجر، حيث قام بتنبيه القوات الأمنية المحلية التي قامت أوعزت لفرق مختصة من التحالف الدولي بانتزاع ذلك الصاروخ من الأرض، تم تبليغ التحالف الذي قال بعد الكشف عنها بأنّها قنبلة عنقودية روسية من طراز آر بي كي -500 وتزن 500 كيلوغرام، وهي هناك منذ عام 2015 ، حيث طالما نفى الروس استخدام القنابل العنقودية في سوريا، وهذا دليل إضافي على أن روسيا تكذب فيما يخص استخدام قنابل عنقودية في سوريا بداية وفي أوكرانيا حاليا.
إن النشاط العسكري الروسي يدل على أن الانتصار العسكري لدى الروس أهم من الانتهاكات أثناء المعارك. ولا يزال الروس حتى هذا اليوم يمارسون كل الروايات المضللة على العالم بأنهم هم على صواب وأن الروايات الأخرى منافية لهم، لكن الأدلة على الأرض تثبت يوماً بعد يوم حجم الجريمة التي مارسوها ولا يزالون حتى اليوم يمارسونها بحق شعوب المنطقة.