This post is also available in: English
خاص-ديرالزور24
يعاني الأهالي في مدينة موحسن بريف ديرالزور الشرقي، من وضع معيشي كارثي جراء ممارسات داعش اليومية وقرارته التي ألقت بظلالها على كافة أوجه الحياة فيها، مما أدى لانحسار النشاط البشري أو انعدامه في بعض أكثر من مضمار.
مع بداية القصف على مدينة موحسن، بدأت حركة نزوح كثيفة للمدنيين، وازدادت هذه الموجة مع ازدياد شدة القصف ومع انقطاع الرواتب، و قلة العمل، حيث بدأت العائلات تتوجه إلى بلدان الجوار السوري (تركيا) لتستقر في المخيمات التي أقيمت على الحدود.
إلى أن دخلت داعش حيث ازدادت هجرة العائلات وأضيف إليها الشباب، ولم يبقى في المدينة إلا القليل (الغير مبايعين) ومع انقطاع الرواتب عن كثيرين، عملوا في أعمال أخرى لتغطية تكاليف الحياة الصعبة، وعادوا للعمل في الزراعة وتربية الحيوانات بشكل ملحوظ، مع أخذ البعض أرض من هاجر والعمل بها لتخفف أعباء الحياة اليومية، كما يعتمد من بقي بالإضافة للزراعة على الحوالات المالية من الأقارب في الخارج والتي تشكل عامل مهم في دعم الأهالي في المدينة.
أما من الناحية الصحية، ففي دخول داعش المدينة توقف عمل قسم كبير من المستشفى الميداني، و مركز معالجة فيزيائية مستقل بعد تدخل داعش فيه وفرض شروط العمل على القائمين عليه، بعد أن كان المشفى يحتوي على كل عدد من الاختصاصات و صيدلية مجانية بقي المستشفى ولكن بفعالية ضعيفة، وأغلقت الصيدلية المجانية التي كانت فيه.
بالنسبة لمحطات المياه يوجد محطتين في مدينة موحسن، تعمل مع تواجد الكهرباء، المحطة الأولى في حي البحوري وتغطي قسم من قرية الطابية شامية، و محطة في حي اللأبد تغطي باقي أحياء موحسن، كلاهما تعملان حالياً و يقوم بإدارتها بعض الموظفين السابقين، و آخرين تم توظيفهم من قبل داعش براتب شهري.
من جانب الجمعيات الفلاحية كان هناك جمعيتين يغذي أكبرها مشروع محطة الري في البوعمرو ذات الاستطاعة العالية، والتي تم قصفها من قبل التحالف في قرية البوعمر، وكانت تغذي 5 قرى بسهولة، و جمعية أخرى قديمة في مدينة موحسن يديرها من بقي عاملاً بها، مع تعيين بعض الموظفين من قبل داعش للأمور الفنية والإدارية.
و تعاني هذه الجمعية من ضعف التمويل، فعملها متوقف على مادة الديزل، الذي يدفعه الفلاحين و كما يعاني الفلاحون والمزارعون من عدم وجود نسبة أرباح مقارنة بالمنتج ذو السعر البخس، و اسعار المحروقات المرتفعة، مع غياب دولة تشتري كميات المحاصيل المنتجة، وتشجع على زراعة محصول معين، ناهيك عن عدم التزام الفلاح بزراعة محصول يتفق مع طبيعة الأرض، فظهر في الفترة الأخيرة أرض سبخة(ملحية ) بسبب زراعة محصول واحد.
وعلى كافة المستويات تزداد الحياة ضيقاً يوماً بعد آخر، على المدنيين الذين ما زالوا يعيشون في مدينة موحسن، خصوصاً بعد قيام التنظيم بمنع خروج المدنيين من مناطقه.