This post is also available in: English
بالتمسك بالحلم، والدأب على تحقيقه، استطاعت شذى برغوث أن تشق طريقها في بيئة محافظة، لتثبت وجودها كأديبة في عالم مليء بالمنافسين، من الذكور وتراجع في الإقبال على القراءة، عصامية لم تتلمذ على يد أحد، بل استطاعت بقراءاتها المنفردة وتصميمها على الوصول إلى الهدف أن تفاجئ الجميع بطباعة كتابها الأول (سوالف فراتية) عام 1994، دون أي إشارة إلى وجودها على الساحة الأدبية،
تحمل “البرغوث” في داخلها تفاصيل المرأة الديرية، جامعة بين أصالة الريف وحداثة المدينة، نتيجة لسكنها فترة في ريف دير الزور، متمكنة من لغتها تجمع بين الفصحى والعامية في قصصها مما يجعل منها سفيرة لللهجة المحكية الديرية، كما أن لها مجموعة شعر شعبي، استطاعت أن تكتب عن الفرات وعن دير الزور وأن توثق مرحلة من تاريخ هذه المدينة الأدبي.
– شذى برغوث من الرائدات الأوائل في الأدب النسائي الديري، خصت شبكة ديرالزور24 باللقاء الآتي:
بدايةً من هي شذى برغوث؟
أنا امرأة فراتية من مدينة ديرالزور، أم وجدة، أكتب القصة والرواية والشعر الشعبي.
ما هي الصعوبات التي واجهت الكاتبة شذى؟ كونك من أوائل النساء اللواتي بدأن الكتابة في ديرالزور؟
كوني من مدينة محافظة، وعائلة محافظة، كان تحدياً بحد ذاته، تجاوزته بتصميمي على بلوغ هدفي وجرأتي في اقتحام الوسط الثقافي دون مقدمات ولا بدايات، ظهرت مباشرة مع ديوان (سوالف فراتية) مطبوع فكنت مفاجأة غير متوقعة.
– ما هو النص الأدبي الأول الذي كتبته شذى برغوث؟ وكيف تفاعل معه القراء؟ ومن شجعك على الاستمرار؟
النص الأول كان قصة (الملّاية)، قرأتها وتفاعل الجمهور معها، ودخلت بها مسابقة للقصة وحصلت على المرتبة الأولى، البطلة كانت شخصية حقيقية عرفتها في الريف أثناء سكني مع زوجي الصيدلي لمدة سنتين.
– ماهو أول كتاب طبعته؟ وفي أي عام كان ذلك؟ وما هي الكتب التي تبعته؟
المطبوع الأول كان ديوان شعر باللهجة المحكية عنوانه (سوالف فراتية )1994 ، اتبعته بمطبوعين مجموعة قصصية (اللوحة) ورواية (لوحات على جدار ريفي عتيق) 1996.
– بمن تأثرت شذى برغوث من الكتاب العالميين؟ والعرب؟ والسوريين؟ والفراتيين خصوصاً؟
كنت أقرأ كل ماتقع عليه يدي، وقرأت للكتّاب العرب كما قرأت الكتب المترجمة، أولى قراءاتي كانت للجاحظ والرافعي وكتاب الأغاني للأصفهاني وكتب السيكولوجيات (سيكولوجيا الإنسان المقهور،سيكولوجيا الجماهير، سيكولوجيا المرأة) و مدن الملح لعبد الرحمن منيف وغيرها كثير، هذا كان قبل أن أمارس الكتابة وبعدها توجهت لقراءة الروايات والقصص وكتب النقد، كي أستفيد منها.
الحقيقة لم أتأثر بأي كاتب لأني لم أعشق كاتباً بعينه، ووجدت أن كل كاتب له نصوصه المميزة ونصوصه العادية، وأحيانا الهابطة فكنت أحاول قراءة المميز لكل كاتب.
– أين تأتي مكانة البيئة الفراتية في أدب شذى برغوث؟
أنا مشبعة بالتفاصيل الفراتية، تسكنني وأعشقها، جمالها قسوتهة خصوصيتها مفرداتها ناسها طباعهم حنانهم وقسوتهم الممزوجة بتفرد وأنا منهم وأشبههم.
الغربة التي تعيشينها الآن هل أثرت على إنتاجك الأدبي؟ نظراً لبعدك عن الفرات والبيئة التي أحتضنتك واحتضنت كتاباتك الأولى؟
الغربة أثرت جداً على كتاباتي بشكل سلبي، صارت الكتابة بالنسبة لي عسيرة، لا أدري هل هي الغربة أثرت على كتابتي، أم أنه ظرف الثورة والوجع السوري الذي مازال مستمرا والذي هو أكبر من الكلام قصّةً أوشعراً.
– ما الذي تقوله القاصة شذى برغوث للنساء عامة وبنات دير الزور والفرات خاصة باعتبارك من – – أولى الأديبات المعروفات على مستوى المحافظة؟
نصيحتي لكل بنت بشكل عام “كوني أنت” ثقي بنفسك وإن كنت لاتشبهين بنات جيلك أو بيئتك احضني حلمك إلى أن تنبت له جناحات وحلقي به إلى هدفك .
خطت الأديبة شذى برغوث، عبر أعمالها الأدبية النفيسة والمتنوعة، طريقاً مكللاً بالإبداع والنجاح، لتنقش اسمها بحروفٍ من ذهب في تاريخ المحافظة العريقة ديرالزور، وتكون إحدى النجمات التي تزين جبين سوريا الحرة مستقبلاً وحاضراً.
بقلم: صفا التركي