This post is also available in: English
شهدت مدينة ديرالزور خلال الأيام الماضية تصعيداً عسكرياً واستهدافاً مباشراً ضد المدنيين من قِبل طيران الأسد و الطيران الروسي وخاصةً بعد توقيع اتّفاق مناطق خفض التوتر وتوقّف جبهات القتال في كثير من المناطق السورية، ممّا جعل الجبهات الشرقيّة أكثر سخونة.
حيث تستمر حملة قصف الطيران الحربي الروسي العنيف على قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي، من منطقة التبني وحتى قرية عياش، القصف تسبب في اليومين الماضيين باستشهاد أكثر من 13 مدنياً، معضمهم من النساء والأطفال، كما تسبب القصف بدمار عشرات المنازل والمنشآت العامة.
حالة من الخوف والهلع تسيطر على المدنيين، نتيجة هذه الحملة التي تتزامن مع موجة نزوح غير مسبوقة، وهناك الآلاف من النازحين من مدينة معدان وقرى ريف الرقة الشرقي، وبلدة التبني وشيحا والبويطية يفترشون الشوارع والأراضي الزراعية في بلدات الشميطية والزغير والخريطة، والكل يحاول العبور باتجاه قرى خط الكسرة التي تعتبر أكثر أماناً.
أوضاع مزرية وسيئة يعيشها هؤلاء النازحين، بسبب كثرة الأعداد وعدم توفر أماكن لإيوائهم وغياب الرعاية الصحية بالكامل ، وعدم قدرة المعابر النهرية وما تحتويه من سفن على نقلهم إلى الضفة الأخرى من النهر، فهناك عائلات تقف على شاطئ الفرات منذ أربعة أيام في محاولة للعبور ولم يصل لها الدور بعد.
أما عما يشاع عن تقدم قوات الأسد والمليشيات الطائفية المساندة لها باتجاه ريف ديرالزور فهو أمر عار عن الصحة، فقوات الأسد تتواجد في منطقة السبخة بريف الرقة الشرقي وتبقى لها كل من قرية البوحمد ومدينة معدان جديد ومعدان عتيق لإكمال سيطرتها على ريف الرقة، أي مسافة أكثر من 30 كم للوصول إلى الحدود الإدارية لمحافظة ديرالزور من جهة الغرب، أما من جهة البادية فقوات الأسد تتمركز في منطقة ثليثوات غرب جبل البشري.