This post is also available in: English
النحات و الرسام صالح الحسين ابن ديرالزور ، الذي حمل رسائله معه إلى بلاد المهجر و كانت عبارة عن منحوتات فنية تتضمن معانٍ و رسائل موجهة إلى المجتمع الأوربي ، فكان خير رسول للشعب السوريّ الحرّ إلى المجتمع الأوربي ذا الحضارة العريقة.
شبكة ديرالزور ٢٤ التقت الفنان صالح الحسين و خصها بالحديث الآتي ..
قال الحسين :
” أنا صالح الحسين مواليد مدينة القورية بدير الزور 1968 ، درست اللغة العربية في جامعة حلب ولم أكمل سنوات الدراسة ، حيث تقدمت لأكادمية الفنون الجميلة في سنة 86 / 87 وتجاوزت فحص المقابلة ولكنني رفضتُ الدراسة أيضاً “.
و تابع :
” سافرت إلى بلدان عربية كثيرة وعملت بمجال الخط العربي والدعاية والإعلان والرسم ، كانت لي تجارب قليلة وجزئية مع النحت في بادئ الأمر مع تمكني من ذلك ، ولكن احترافي للنحت كان في لبنان حيث بدأت مشواري مع النحت فكنت أنحت على الصخر والرخام ” .
و أضاف الحسين :
” غادرت مدينة القورية في الشهر الثامن سنة 2014 متوجهاً إلى تركيا ، مكثت في تركيا عدة أشهر ثم غادرت إلى اليونان و مكثت فيها سبعة أشهر لعدم تمكني من مواصلة الرحلة، ثم وصلت ألمانيا في الشهر السابع سنة 2015 .
بعد وصولي إلى ألمانيا ووصول أهلي قررت أن أتابع النحت ، ولصعوبة تأمين الحجر والمكان اتجهت إلى النحت على جذوع الشجر ، فأصبحت أجلب جذع الشجرة من الغابة وأبدأ بالنحت في قبو المنزل بأدوات بسيطة وسكاكين المطبخ إلى أن أنجزت عدة أعمال منها الطفل ” آلان ” و المستشارة الألمانية ” أنجيلا ميركل ” فأقمت معرضا في الشارع بسوق المدينة ، مما أثار انتباه الصحافة في المقاطعة التي أسكن فيها ، فكتبت عني جريدة المقاطعة مقالاً مفصلاً ووضعوا عنوان إقامتي في المقال ، فبدأ الألمان يجلبون لي جذوع الشجر وبعض المعدات فأقمت عدة معارض فردية في العديد من المدن وشاركت بفعاليات ومعارض مشتركة.
و أردف السيد صالح :
” معظم أعمالي – ماعدا الهدايا للأصدقاء- تجسّد الواقع السوري ، ومعاناة أهلنا في المخيمات و الآلام و المآسي التي صبّت على الشعب السوري الثائر المطالب بحريته ، وفي الحقيقة لا أستطيع الخروج عن هذه المواضيع لأن هواجسها في وجداني ولا سيما أنّ أهلنا وجيراننا وأصدقائنا هناك في شتات المخيمات تحت البرد والعوز والحاجة، وإذا كنت لا أستطيع مساعدتهم مادياً فقد آليت على نفسي أن أنقل معاناتهم في كل محفل في المجتمعات الغربية ومن خلال من يقدسون ويحبون ألا وهو الفن.
ومن الرسائل التي أردت إيصالها عبر أعمالي ، هي أنّ المجتمع السوري ومنذ الأزل هو مجتمع متجانس بكل أطيافه وألوانه تماماً كاللوحة ألوانها تكمل بعضها البعض ، وذلك من خلال نحت لوحة الطفل (آلان الكردي) و(مي سكاف المسيحية)..
وأردت أن أوصل للمجتمع الغربي فكرة وهي أننا أصحاب حضارة وإبداع ولولا التغييب والتهميش لما وصل حالنا إلى هذا الحال وها نحن عندما وجدنا الاهتمام ظهرت آثارنا وإبداعاتنا ” .
و اختتم الفنان صالح الحسين حديثه بقوله :
” عندما عرضت أعمالي لأول مرّة في الشارع ورأيت إقبال الألمان شعرت لأول مرة بالأمان وبأنني في المكان الصحيح ، فقد وجدت من يثمّن الفن ويقدّر كل لمسة ويحترم الأيادي التي جسدت هذا الفن وذلك ماكنت أفتقده ويفتقده كل موهوب وكل مبدع في البلاد العربية .
سوريا بالنسبة لي هي الأم ودير الزور هي حضن هذه الأم وصدرها الدافئ بكل مافيها وكل معلمها ، وجسرها المعلق هو معلق في قلوبنا لا على الأعمدة فوق النهر ، صنعت للجسر المعلق منحوتتين ولموقع ” عين علي ” الأثري في بادية القورية أيضاً منحوتة .
في النهاية أتمنى أن يعود أهلنا المشردون إلى ديارهم وبيوتهم، وأتمنى أن يقتدي السوريون بالألمان واليابانيين الذي مسحت بلدانهم في الحرب العالمية الثانية ثم تصدروا مشهد العالم في كل المجالات بعد سنوات قليلة من مآسيهم “