This post is also available in:
English
تحتفظ مدينة دير الزور بجزء من روحها الأصيلة داخل زوايا المقاهي الشعبية التي تنتشر في أحيائها، إذ لا تُعد هذه الأماكن مجرّد محال لتناول القهوة والشاي، بل هي محطات يومية نابضة بالحياة، وملتقى للأهالي من مختلف الأعمار، يجمعهم الحنين إلى الماضي وروح الألفة التي تسكن تفاصيل المكان.
المقاهي الشعبية في دير الزور، بتقاليدها المتوارثة وأجوائها البسيطة، تشكّل ركيزة أساسية في النسيج الاجتماعي للمدينة، حيث يجتمع فيها كبار السن، والوجهاء، والمُضيفون، وغيرهم من أبناء المدينة، ليقضوا أوقاتهم في أحاديث ودّية، وتبادل الأخبار، واسترجاع الذكريات، وسط جو يعكس الترابط الاجتماعي العميق بين السكان.
صالح الجاسم، وهو أحد روّاد هذه المقاهي، تحدّث في لقاء مع شبكة ديرالزور 24، قائلاً إنه يحرص يومياً على زيارة المقهى ليلتقي بأصدقائه، فيجلسون معاً لساعات يتسامرون ويتبادلون القصص والأخبار، في طقسٍ اجتماعي أصبح جزءً لا يتجزأ من روتينه اليومي، بل ومن ذاكرة المدينة نفسها. وأضاف أن هذه العادة ليست جديدة، بل تمتد لسنوات طويلة، حيث كان المقهى دوماً المكان الأثير لدى كثيرين للراحة والتواصل والتفاعل مع محيطهم.
ولا يقتصر دور المقاهي على الترفيه فقط، بل تتجاوز ذلك لتكون أماكن لحل الخلافات البسيطة، ومناقشة شؤون الحياة اليومية، ومساندة بعضهم البعض، مما يعزز قيم التكاتف والمساندة بين أبناء المجتمع.
في ظل التحولات الاجتماعية والتحديات التي مرّت بها المدينة خلال السنوات الأخيرة، تبقى المقاهي الشعبية شاهدة على استمرار روح دير الزور، ومتنفّساً ثقافياً واجتماعياً لأهلها، تحفظ إرثهم الشعبي وتمنحهم فسحة من الألفة والطمأنينة وسط صخب الحياة.









