This post is also available in: English
خاص-ديرالزور24
مرَّ عيد الأضحى المبارك في ديرالزور، في ظل تمادي التنظيم في ممارساته الدموية والتي كان آخرها إعدامه لخمسة عشر شاباً من بلدة التبني، ووصفه إياهم بأضاحي العيد، كذلك استمر استهداف الطيران الحربي للمناطق الواقعة تحت سيطرة داعش من المحافظة، حيث لم يرضى الطيران الروسي أن يمر العيد بدون مجازر، فقد ارتكب مجزرةً يوم أمس راح ضحيتها ثلاثة وعشرين مدنياً جراء قصفه لمدينة الميادين في ريف ديرالزور الشرقي ، هكذا مر العيد في ديرالزور.
يقول مراسل ديرالزور24 في مدينة البوكمال الحدودية مع العراق عن العيد في المدينة:
كان هناك تخوف من الأهالي بعد منع تنظيم داعش لهم من زيارة المقابر، كما كان هناك خوف من إعدامات للمعتقلين لدى التنظيم ذات السيناريو الذي حدث في عيد الفطر الماضي.
ويتابع:كانت أجواء العيد عادية جداً كما هي العادة زيارات الأهالي لأقربائهم في المدينة، فيما خلت المدينة بشكل ملحوظ من ألعاب الأطفال (الملاهي) خوفاً من تعرض الحسبة لهم، بحجة اختلاط الأولاد والبنات فيها.
ويضيف: أما المطاعم والمقاهي فقد كان الإقبال عليها ضئيلاً جداً ، وأما بالنسبة للشباب فإن معظمهم تواجدوا في منازلهم لا يخرجون منها إلا للأمور الضرورية، خوفاً من اعتقالات أو مضايقات التنظيم لهم ، فيما شهدت صالات الإنترنت شهدت ازدحاماً لرغبة الجميع بمعايدة أقربائهم في الخارج والاطمئنان عليهم.
من جانب آخر، استيقظ الأهالي في مدينة ديرالزور في أول أيام العيد على صوت الانفجارات والقذائف، في وقت كانت أهم أماني الأهالي الذهاب إلى صلاة العيد، و التي منعتها عنهم قذائف داعش والتي لا تزال تستهدف الأحياء المحاصرة، دون تمييز بين مدني أو عسكري، فيما قصت قوات الأسد بمدفعيتها الثقيلة مناطق سيطرة داعش من مدينة ديرالزور.
ويتسلط عناصر داعش على المناطق المحررة من مدينة ديرالزور، و يتدخلون في كل شيء تقريباً، مما كان سبباً في منع وجود أي أجواء للعيد، وبالأخص بعد منع الأهالي من زيارة قبور الشهداء في الحدائق، حتى الأطفال حرموا من ألعابهم المتواجدة في الحدائق، لأن ذويهم لم يرافقوهم إليها خوفاً من عناصر الحسبة.
إلى ذلك، اقتصرت أضاحي العيد على عناصر التنظيم الذين يمتلكون القدرة على شراء الأضاحي، ولا تغطي هذه الأضاحي حاجة الأهالي من ذوي الدخل المحدود في المدينة لضآلة ما تم تضحيته أمام عدد العائلات المحتاجة فيها.
أما في المناطق المحاصرة فقد كانت الأوضاع أكثر سوءاً، فكانت طريقة تأمين الخبز وقوت اليوم من أهم الامور التي يجب على الأهالي العمل عليها، والتي حرمتهم من القدرة على الفرح بالعيد، فيما كانت قذائف داعش تستهدف بقذائف الهاون وبشكل متكرر وعشوائي هذه الأحياء خلال أيام العيد، والتي أدت لاستشهاد عدد من المدنيين خلال أيام العيد.
وفي ريف ديرالزور الغربي فقد حُرِم الأهالي فيه من العيد جراء ممارسات تنظيم داعش الدموية، إذ قام بنحر خمسة عشر شاباً من بلدة التبني في أول أيام عيد الأضحى، وانتشر إصدار له على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر فيه عمليات الإعدام التي تمت في (مسلخ) حيث وصف الشبان الخمسة عشر بأضاحي العيد، وسيطرت حالة من الغضب والترقب جراء هذا الإعدام الجماعي على مجمل ريف ديرالزور الغربي، فيما قام التنظيم بإغلاق صالات الإنترنت القريبة من بلدة التبني، مما حجب ما يحصل فيها عن العالم بشكل شبه كلي، ومنع المغتربين من أبناء المنطقة من الإطمئنان على ذويهم.
وتباينت الآراء عن فرحة العيد من منطقة لأخرى من مناطق المحافظة إلا أنّ الجميع أكّد أن هنالك غصة لدى الأهالي في هذا العيد، جراء ظروف مختلفة أهمها الحصار والقصف الجوي وممارسات داعش، إضافةً إلى تشتت العائلات بين داخل وخارج المحافظة وصعوبة الأوضاع المادية لدى الأهالي عموماً.