This post is also available in: English
اعتقالات في ريف ديرالزور الشرقي والغربي بالجملة وتنفيذ إعدامات ميدانية مباشرة بحق الحازميين :
منذ أن بدأت قوات سوريا الديمقراطية المعروفة باسم – قسد – حملتها ضد تنظيم داعش في محافظة الرقة . بدأ تنظيم داعش يعيد حساباته في صفوفه العسكرية والشرعية على وجه الخصوص . أخذ التنظيم يحسب الحسابات المقبلة للإنشقاقات أو التصدعات الكبيرة التي من المحتمل أن تحصل كما حصل ذلك مع حزب البعث في العراق وانهياره في فترة وجيزة أثناء الغزو الأميركي للعراق عام 2003
في تنظيم داعش هناك تيار متطرف فوق تطرف تنظيم داعش نفسه, وهو الذي لا يتواني عن تكفير الجاهلين على ادعائتهم , المعروفين بالحازميين نسبة لشيخهم المدعو ” احمد الحازمي ” وهو المعروف بمعتقده التكفيري لأي شخص . والحازميون غالبيتهم من الجنسية التونسية ” بالنسبة الأكبر ” بالإضافة لجنسيات آسيوية بما فيهم الأوزبك والقوقازيون .
تنظيم داعش لم يغفل النظر عنهم وكان يترصد لهم ولمغالاتهم في داخل التنظيم , ليس إلا خشية على شرخ كبير ربما يحدثونه في التنظيم الذي يحاول أن يظهر بمثابة الدولة المكتملة التأسيس والتي لا ينقصها ناقصة .
منذ أيام قليلة نعت إذاعة البيان المحسوبة على تنظيم داعش مقتل شخصية بارزة في التنظيم وهو المدعو ” تركي البنعلي ” الذي لم يبلغ من العمر 31 سنة , وتأتي صحوة تنظيم داعش على مقتل البنعلي بأن السبب وراء ذلك يكمن في التيار الحازمي . ففي الفترة القريبة الماضية وحتى أقل من أسبوعين , نفذ تنظيم داعش بحق هذا التيار حملة كبيرة من الاعتقالات المباشرة دون أي إنذار وكل من تم اعتقاله نُفذ بحقه حكم الإعدام الميداني والتي ثبت أن أسبابها انشقاقات كبيرة في صفوف التنظيم . ومعظم هذه الإعتقالات وأحكام الإعدام التي صدرت هي كانت في ريف ديرالزور الشرقي والذي يعتبر الآن الحصن الأخير لتنظيم داعش بالمقارنة فيما يجري في الموصل والرقة من معارك وتوقعات في سقوط تلك المدن من قبضة تنظيم داعش .
في العامين 2014 و 2015 نفذ تنظيم داعش حملة من الإعدامات الميدانية بحق قيادات بارزة في صفوف هذا التيار وكان على رأسهم المدعو ” أبو جعفر الحطاب ” والذي كان يشغل منصباً مهماً في الجانب الشرعي لدى التنظيم كما كان يشغل ذات المنصب لدى ” أنصار الشريعة ” في تونس قبيل أن يلتحق بداعش في سوريا .
يحاول تنظيم داعش- وخصوصاً بعد مقتل أهم الشخصيات لديه ” البنعلي ” – أن يلم الصدع في التنظيم والإظهار بأن الحازميين أو سواهم لن يتمكنوا من شق التنظيم داخلياً كما يحلوا لهم , ولعل حملة الإعدامات المباشرة بحقهم دون تقديمهم لأي محاكمة هي خليل دليل على حزم التنظيم في التعامل معهم والقضاء عليهم وعلى غلوهم المفرط في تنظيم داعش المعروف بالغلو والتطرف .
كتبه : عمر أبو ليلى