مع تزايد الصفعات التي تلقاها تنظيم داعش في أكثر من منطقة ابتداءا من المناطق التي خسرها في العراق كالموصل والرمادي وصولا إلى المناطق التي خسرها في شمال سوريا في الريف الحلبي وريف الرقة وريف ديرالزور وتدمر والبادية السورية , يظهر للعلن أن هناك تغيير في الاستراتيجيات المعروفة عن التنظيم , فقد ظهر ذلك في التغيير في ممارسات التنظيم المعتادة في أكثر من منطقة .
يقول الشاب ” م . ز ” من محافظة الرقة
( في الشهريين الماضيين لاحظنا فرقاً كبيراً في ممارسات التنظيم التي كان يفرضها علينا منذ سيطرته على الرقة , فمنذ شهر تقريباً أفرج التنظيم عن أعداد كبيرة من المساجين بتهم كمخالفة اللباس الشرعي أو مخالفات للتنظيم , كما انخفظت نسبة المراقبة والضرائب على الأسواق بشكل ملحوظ , ربما يعزى السبب للخسائر التي تعرض لها التنظيم بالموصل وحلب وريف الرقة فغير من تصرفاته كمحاولة لكسب الناس )
التغيير الثاني وربما الأهم يكمن في نية التنظيم نقل العاصمة الإدارية له والتي كانت في الرقة إلى مدينة المياذين في دير الزور
بدأ التنظيم بالتقهقر في الأيام الماضية بعد المعارك التي خسرها مع ميليشيا قوات سوريا الديموقراطية والتي أدت لخسارته عدة قرى في محافظة دير الزور الأمر الذي جعله ينحسر شيئا فشيئا في ديرالزور , إضافة للمعركة المنتظرة التي تجهز لها قوات قسد مصحوبة بالدعم الأمريكي لتحرير محافظة الرقة , كل هذه العوامل دفعت بالتنظيم إلى وضع خطة استباقية لنقل العاصمة الإدارية له إلى مدينة ذات أهمية استراتيجية تكون بديل للرقة والتي يتوقع أن خسارة التنظيم لها ماهوإلا مسألة وقت .
الميادين عاصمة الخلافة الجديدة
لماذا اختار التنظيم مدينة المياذين في ديرالزور لتكون عاصمته بديلا عن الرقة ؟
لم يكن اختيار التنظيم لمدينة الميادين اعتباطياً , فبعد دراسة مكثفة لمدن ديرالزور من قبل قياديين وأمنيين من تنظيم داعش , وقع اختيارهم للميادين لما لها من موقع واهمية استراتيجية , حيث تقع مدينة الميادين في الجزءالشرقي لمحافظة ديرالزورعلى السرير النهري للفرات العظيم , تمتلك المدينة تاريخاً عريقاً تشهد عليه معالمها الأثرية وعلى رأسها قلعة الرحبة الأثرية التي بناها مالك بن طوق في العصر العباسي , ومع انبثاق فجر الثورة السورية كانت الميادين من المدن السباقة لحمل لواء الحرية والانتفاض بوجه الطاغية ونظامه , من الحراك السلمي الذي جاب جميع شوارعها إلى معارك البطولة ضد فروع الأمن وعصابات الأسد حتى نالت حريتها 21/11/2012 .
انتعشت المدينة بعد التحرير وأصبحت مركزاً للمحافظة بأسرها , ومع سيطرة تنظيم داعش على المحافظة عادت المدينة للانتكاس بسبب ممارسات التنظيم القمعية وتطبيق سياسة (التطفيش ) لأبناءها وكوادرها .
ومع التغيير الديموغرافي الذي فرضه تنظيم داعش , اتصفت مدينة الميادين بالازدحام السكاني الهائل , اذ توجه اليها الفارون من معارك الموصل والقادمون من أحياء مدينة دير الزور ومن ريف الرقة والريف الحلبي .
ومع هذا التخم السكاني للمدنين يزاول طيران التحالف وطيران الأسد المجرم مهنتهم في حصد أرواح المدنين في ديرالزور وفي مدينة المياذين على وجه الخصوص باستهدافهم لمنازل المدنيين الآمنين وأسواقهم وحتى ملاعب الأطفال والحدائق , ومع اعلان تنظيم داعش لنقل مركز خلافته من الرقة الى ديرالزور تزداد المخاوف من ازدياد مجازر التحالف والأسد بحق المدنيين بحجة محاربة الإرهاب .
وتزداد معاناة أهالي دير الزور من دموية التنظيم المعتادة والمضاف إليها تهم التعامل والتخابر مع التحالف الدولي بعد كل استهداف لعناصر التنظيم في المحافظة .