خاص – ديرالزور24
كغيره من الفنانين السوريين اضطر صالح الحسين (نحات ورسام من ديرالزور) للهجرة بعد سيطرة تنظيم داعش على محافظة ديرالزور مطلع عام 2014، لينقل معه فنه في النحت والرسم إلى مستقره الجديد في أحد المدن الألمانية بعد رحلة هجرة شاقة من مدينته القورية ثم إلى تركيا ومنها إلى أوربا.
بدأ الحسين، رحلته في عالم الفن بداية من الرسم وأنجز المرحلة الإعدادية والثانوية في مدينة القورية وحينها كان يتقن الرسم بشكل جيد، ويعود ذلك لأحد اساتذته، لكنه اصتدم بعدم القبول في أكاديمية الفنون بجامعة دمشق رغم نجاحه بفحص القبول، إلا أن الفساد في المؤسسات التعليمية وكونه لا يملك “الواسطة” لم يتم قبوله في الأكاديمية وانتقل لدراسة الأدب العربي في جامعة حلب.
مشواره في جامعة حلب لم يكتمل حيث اضطرته ظروف الحياة والعمل لترك الجامعة والسفر إلى ليبيا بقصد العمل، حيث بدأ العمل في فن كتابة الخط العربي والذي يتقنه إلى جانب الرسم، وتنقله بفضل اتقانه لمهنة الخط العربي، لعدة بلدان عربية، واستقر لاحقاً في لبنان وهناك بدأت خطواته الفعلية في مجال النحت الحجري، وأنجز أعمالاً تجارية كبيرة في لبنان لتكون حرفته الأساسية ومصدر رزقه هناك.
ومع بداية الثورة السورية، عاد صالح الحسين ليشارك في ثورة الحرية والكرامة مقدماً أعمال عديد منها نحت أسماء الشهداء، ورسم الكاركتير النقدي، في مجلة النور وعين المدينة والحدث وغيرها من المجلات المدنية التي تصدر في ذلك الوقت.
كما قام برسم لوحات عديدة في مدينة القورية وتعرضت تلك اللوحات للخراب من قبل فصائل إسلامية كجبهة النصرة وغيرها.
يقول صالح الحسين في حديث لـ “ديرالزور24″،، حقيقة لا أحبذ الإدعاء، إلا أنني قدمت لوحات عديدة وشاركت برسم كاركتير نقدي لبعض المجلات التي كانت تصدر حينها ومع مطلع عام 2014 اضطررت للخروج من محافظة ديرالزور بعد تنامي وظهور تنظيم داعش وسيطرته على المحافظة في وقت لاحق وهو ماتسبب بهجرتنا منها،،.
ويكمل، “مع وصولي إلى ألمانيا لاقيت اهتمام جيد من قبل المجتمع الألماني، وهناك تفاعل مع الفن، حيث أقمت ثلاث معارض فنية، كل ذلك في اعتمادي على معدات بسيطة واتجهت للنحت على جذوع الأشجار، وأنتجت أعمال عديدة منها مايحاكي الواقع السوري وقصص الألم والعذاب التي تمر بالسوريين كالطفل ايلان والطفلة ريتاج وأطفال سوريا عموما”.
ويتابع الحسين حديثه، ” لم أنل أي جوائز خلال أعمالي السابقة ونستطيع أدراجه تحت الظرف المعيشي كونه لم تتح لي الفرصة في المشاركة معارض ومسابقات، أما الأن الوضع مختلف تماماً في ألمانيا فهناك تفاعل وتشجيع واهتمام وتقدير للفن”.
وفي الحديث عن الأعمال الفنية السابقة في النحت والخط، لا يحبذ “الحسين” الحديث عن تلك الأعمال بما يخص الزعماء العرب والقادة حيث يعتبرها من التاريخ غيرالمشرف لأعماله، فهي وضعت في المكان غير الصحيح، أما الأعمال المستقبلية فهناك مشروع نحت مجسم لمحافظة ديرالزور على جذع كبير بطول 6 أمتار ونحت معالم جسر ديرالزور بكافة تفاصيله.
ويختتم الحسين حديثه قائلاً ” نتمنى الخلاص لدير الزور والفرج للأهالي هناك، كما يتمنى على الشبان المثقفين بإنشاء مجتمع مدني عبر تكتلات وندوات ومؤتمرات لتوعية الأهالي هناك، كما نحتاج لعمل جماعي وتوعوي من المثقفين ولو على طريق التواصل الإجتماعي، يجمع شتات ديرالزور”.