This post is also available in: English
خاص- ديرالزور24
العراء يبدو مصير محتوم على أبناء دير الزور المتجهين نحو محافظة الحسكة أملاً بالخلاص من ظروف أشبه بالموت تحت مطرقة تنظيم داعش في ديرالزور ” ولاية الخير ” كما يحلو للتنظيم أن يدعوها , في طريقهم للحسكة لا يكون طريقهم معبد بالورود , ولا حتى السلامة على أقل تقدير , بل مكتوب عليهم أن يتذوقوا مغبة طرق التهريب الصحراوية على يد تجار البشر (المهربين ) , كما يجبر من يريد الوصول إلى الحسكة الى دفع مبلغ 300 – 500 دولار أمريكي عن الشخص الواحد للمهرب ليخرجه خارج مناطق التنظيم.
يجد ابن الدير الزور الفار من براثن داعش نفسه في مواجهة منع قوات سوريا الديمقراطية له من دخول مدينة الحسكة, فيخضع مدنيو ديرالزور إلى معاملة خاصة لا ترقى لمعاملة الإنسان من قبل سوريا الديمقراطية الموجودة في الحسكة , حيث يساق أبناء ديرالزور خاصة إلى مخيمات على أطراف مدينة الحسكة ولا يسمح لهم بالدخول للمدينة إلا بعد خضوعهم لإجراءات أمنية مشددة واشتراط وجود كفيل من أبناء الحسكة .
رجم الصليبي…الانتظار في العراء
يقع هذا الحاجز في قرية أبو حامضة في ريف الحسكة , على بعد 35كم عن مدينة الشدادي , وهو عبارة عن مجموعة من خيم مهترئة جانب حاجز كبير لقوات سوريا الديمقراطية , الحاجز يمنع مرور أي شخص من ديرالزور باتجاه الحسكة او القامشلي .
يوضع فيه المدنيون من أبناء دير الزور حتى يتم التحقيق معهم وإيجاد الكفيل ليسمح لهم بالمغادرة , ولا تتوفر فيه أدنى الخدمات , من دورات مياه وحمامات ومرافق نظافة , ولا يقدم فيه الطعام , حيث يتوجب على المعتقلين في رجم الصليبي دفع مبالغ مضاعفة للحصول على الطعام من عناصر سوريا الديمقراطية المتواجدة على الحاجز.
ظروف صعبة في مخيمي الهول و المبروكة
يقع مخيم الهول في منطقة الهول في محافظة الحسكةعلى بعد 50 كم عن المدينة على الحدود السورية العراقية، يحوي هذا المخيم أكثر من 4000 مدنياً من أهالي ديرالزور , هو عبارة عن مجموعة من الخيم القديمة غير المجهزة , وغرف من اللبن غير صالحة للسكن , لا يوجد فيه أي نوع من أنواع الرعاية البشرية , حيث المياه الكلسية المالحة , والطعام عبارة عن وجبة متدنية المواصفات الغذائية لكل شخص يومياً, أما الخدمات الطبية تكاد تنعدم في ظل العقوبات والغضب على أبناء دير الزور , معظم قاطنيه هم من لديهم إقامات في دول الخليج , وكانوا يقصدون مطار القامشلي للسفر الى تلك البلدان , لكنهم منعوا من الوصول الى القامشلي فقط لأنهم من أبناء محافظة دير الزور
أما مخيم المبروكة فيقع في محافظة الحسكة , 40 كم جنوب غرب مدينة رأس العين , وزعت أربعين خيمة على امتداد 20 دونم من الأراضي الزراعية لتشكل هذا المخيم , يحبس فيه القادمون من دير الزور والرقة و لا يسمح لهم بمغادرته قبل الانتهاء من الإجراءات الأمنية المشددة بحق أبناء دير الزور , وايجاد كفيل لمن يريد الدخول لمدينة الحسكة أو العبور لمدينة القامشلي , بحجة أنهم كانوا على تماس مع تنظيم داعش , تستمر مدة الاقامة الجبرية في هذه المخيمات في بعض الأحيان لعدة الأشهر إذا عجز الشخص عن إيجاد الكفيل أوإذا عجز عن دفع مبلغ بمثابة الرشوة كرسم للنيل الحرية.
ليس لهم سوى الصحراء
يقول الصحفي سردار ملا درويش عن حاجز رجم الصليبي من واقع زيارته له خلال الفترة الأخيرة: بالنسبة لنقطة رجم الصليبي طبعاً هي نقطة حدودية بين سورية والعراق، وتبعد عن مدينة الهول حوالي 45 كم، وهذه النقطة ليست المكان الذي يجتمع الناس فيها وهناك رجمين رجم الصليبي ورجم آخر و هما قرى يعتبران آخر نقطة حدودية مع العراق وبعدهما يكون هناك عراء تام.
ويتابع: مع بداية المعارك في الموصل بدأ أهالي الموصل وخاصة أهالي منطقة بعاج في العراق وغيرها للهروب إلى محافظة الحسكة، ويزيد من معاناة المدنيين كون المنطقة صحراوية وخالية من السكان، كما أن المنطقة لا يوجد فيها طريق سالك زفت إنما طريق ترابي و شائك وغير مخدم لذا يصعب الوصول إلى منطقة الهول بسهولة، وهي أقرب منطقة تبعد 45 كم وقد كانت خالية من السكان ولكن يوجد فيها مخيم تم إعادة فتح هذا المخيم مؤخرا وكان هذا المخيم موجود أساساً منذ عام 2004 إبان الغزو الأمريكي للعراق ويوجد فيه نازحين عراقين منذ ذاك الوقت.
عابر سبيل… ولكن
المنطقة التي يقع فيها حاجز رجم صليبي عبارة عن صحراء ، لا يوجد فيها أي خدمات ، ويشير ملا درويش : إلى أن تلك القوات هي نفسها لا تعرف ماذا تفعل لهؤلاء الناس، ومن حكم مشاهداته خلال زيارته الأخيرة يصف وضعهم بالسيء جداً.
كما يؤكد أنه من خلال حديثه مع العديد من أهالي دير الزور المتواجدين هناك، تبين له أنّ لدى معظمهم إقامات في دول الخليج وتذاكر طيران وجاؤوا ليسافروا عبر مطار القامشلي ، لذلك بشكل حصري يؤخذ أهالي دير الزور والميادين والبوكمال بسيارات إلى المطار ، يتم تحويل الناس القادمين منطقة رجم صليبي ويقدر عددهم 2000 الى 5000 شخص يومياً هناك عشرين باصاً يوميا يأتي بهم ، يتم الكشف عن الناس ومتابعتهم وتسجيل اسماءهم ، بسبب قدومهم من مناطق داعش، وذلك بحسب ملا درويش.