يعيش أهالي مدينة العشارة بريف ديرالزور الشرقي في ظلام دامس، منذ عام 2012، حيث حرم نظام الأسد المنطقة برمتها ومنها العشارة من الكهرباء، كنوعٍ من العقاب بسبب خروج الأهالي بمظاهرات ضد نظام الأسد.
ومنذ ذلك الحين، بدأ الأهالي يعتمدون على المولدات الكهربائية الخاصة بأحجامها وأنواعها، لتزويدهم بالكهرباء، وما يترتب عليها من تكاليف مادية للوقود المستخدم في تلك المولدات، حتى عام 2015، حيث استقدم بعض التجار مولدات كهرباء ضخمة تقوم بإنارة حياً كاملاً لساعات معينة، ووفقاً لاشتركات تنظمها عملية بين صاحب المولدة والأهالي.
وبعد عام 2017، أي بعد سيطرة قوات الأسد على مناطق غرب الفرات من ديرالزور، وبعد عودة قسم من الأهالي إلى المنطقة، تقدموا بعدة طلبات إلى الجهات المسؤولة من أجل توصيل الكهرباء إلى العشارة، إلا أنّ جميع الطلبات قوبلت بالتطنيش، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل لم يسلم الأهالي من تسلط الميليشيات التابعة لنظام الأسد، وذلك عندما جمع أهالي العشارة مبلغاً من المال وأصلحوا مولدة كبيرة في أحد الأحياء، ليقوم عناصر من ميليشيا الدفاع الوطني بعد يوم واحد من إصلاح المولدة بسرقتها وتعفيش محتوياتها.
يشار إلى أنّ عدداً من أبناء مدينة العشارة معروفين بعلاقاتهم مع مسؤولي نظام الأسد والفروع الأمنية، إلا أنهم لم يحركوا ساكناً بهذا الخصوص، إذ يعيش بعضهم في مدينة دمشق والبعض الآخر يعتمد على مولدات كبيرة خاصة تنسيه معاناة الأهالي مع الكهرباء.