خاص – ديرالزور24
افتُتحت في البداية كنقطة طبية لعلاج المصابين من جرحى المظاهرات ثم علاج عناصر الجيش الحر مع بدء عسكرة الثورة، وبدأت العمل بشكل علني بعد تحرير مدينة موحسن من قوات النظام، الأمر الذي استدعى العمل على تكوين كادر قادر على سد الثغرة في الخدمة الصحية التي خلفها قطع الطريق بين دير الزور والريف الشرقي من قبل النظام. استهدفها النظام بعدها بعدة غارات وعلى فترات متباعدة ألحقت أضراراً جسيمة في المشفى.
ذاع صيت مشفى موحسن وبقرص الميداني كما أطلق عليها مؤخراً لكثرة الخدمات والعمليات التي أنجزتها في أصعب الظروف وأقل الإمكانيات. كانت تعالج كافة المصابين سواءً كانوا من أفراد الجيش الحر أو أسرى النظام، واستمرت في تقديم خدماتها لعامة الناس رغم كثرة الإصابات الواردة بعد حصار الجيش الحر لمطار دير الزور العسكري وكثرة المعارك التي شهدتها تلك الفترة حتى تاريخ دخول داعش إلى المدينة آب -أغسطس الماضي حيث تغير نمط العمل فيها كثيراً.
الطبيب الجراح عبد الملك الفنّاد أحد أهم وأكثر الأطباء الذين قدموا خدماتهم لتلك المدينة وللمحافظة عامة والذي يعتبر العمود الفقري لكادر المشفى، أجرى مئات العمليات الجراحية وفي أصعب الظروف حتى وصل به الحال أن أجرى عمليات جراحية على ضوء مصباح يدوي نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن المدينة. واستمر في المشفى وحيداً مع عدد من الممرضين حتى انتهى به الأمر بالمرض والإرهاق.
مشفى موحسن الميداني في ظل سيطرة التنظيم:
تم مصادرة الأدوية ونقل الأجهزة المهمة إلى أماكن غير معروفة جعل أداء المشفى الميداني ينخفض بشكل كبير، وما فاقم الوضع أكثر اعتقال عددٍ من الكادر الطبي وفرار البعض الآخر خارج، حتى جاء أمر إيقاف العمل الميداني وتحويلها لنقطة طبية فقط.
وبحسب ما أفاده أحد العاملين في المشفى والذي فرّ خارج البلاد مؤخراً خوفا من بطش التنظيم “لم يكن هناك أي احترام للكادر أو للمشفى ذاتها، تمت مصادرة الأدوية ونقلت الأجهزة بعيداً عنا، لم يعد باستطاعتنا العمل وكنا نعطي الأطفال والمرضى الأدوية وبعض المسكنات فقط، لم يعد يجرى أي عمل جراحي وساءت الأمور عندما بدأت الاعتقالات تطال الكادر بذنب أو دون ذنب”.
كان التنظيم قد أجبر العاملين في المشفى على مبايعته أو ترك المشفى مما تسبب بنقصٍ حادٍ في الكوادر الطبية والعاملين. تبين في وقت لاحق أن التجهيزات والأدوية تم نقلها لمشافي خاصة بعناصر التنظيم وبعض التجهيزات الأخرى نُقلت للعراق وفق ذكر مقربين من التنظيم.
استطاع التنظيم تحويل ركيزة من ركائز العمل الميداني في مدينة دير الزور إلى مستوصف لا يستطيع تقديم أدنى احتياجات أبناء المنطقة من علاج وتداوٍ، وبهذا أنهى على فصل كان من أهم فصول الثورة ضد النظام.