عقد مؤتمر صحفي مثير للقلق أول أمس 13 مارس/آذار 2020، حول فيروس كورونا، تلقينا أخيراً الأخبار التي كنا نتوقعها منذ البداية، لكن جميعنا كان يخشاها وينتظر حدوث معجزة تنفيها. لم يعد الأمر متعلقاً بـ “إذا” أو “متى” سيضرب الفيروس الولايات المتحدة .
حسب صحيفة The New York Times أحد الأفراد في كاليفورنيا لم يتعرض لأي شخص يعرف بأنه مصاب بفيروس كورونا ولم يسافر إلى البلدان التي ينتشر بها الفيروس ، وقد ثبت أنه مصاب بالعدوى .
تمثل هذه الحالة الجديدة ما يسميه مجتمع الأمراض المعدية “انتشاراً مجتمعياً”، وهو اصطلاح مهم لأنَّ الخبراء يتفقون على أنَّه يشكل نقطة التحول التي تؤدي إلى الوباء.
ماذا يعني ذلك بالنسبة لنا ؟
قال مارك ليبسيتش، أستاذ علم الأوبئة بجامعة هارفارد الأمريكية لمجلة The Atlantic الأمريكية الأسبوع الماضي: أ أعتقد أنَّ النتيجة المحتملة هي أنَّنا لن نقدر على احتواء المرض بالكامل“. لكنَّه أضاف كذلك، على الرغم من توقعه إصابة نحو 40% إلى 70% من الأشخاص في جميع أنحاء العالم بالفيروس الذي يؤدي إلى مرض كوفيد-19، فإنه “من المحتمل أن تكون كثير من الحالات متوسطة الإصابة، أو قد لا تظهر عليهم أي أعراض“.
تتفق إدارة الصحة العامة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية مع هذا الرأي، إذ صرَّحت في بيانٍ أمس 13 مارس/آذار 2020: بالرغم من ارتفاع معدل انتشار مرض كوفيد-19 فإن معدل الوفيات لا يزال منخفضاً. وبحسب البيانات الدولية من بين الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19، ما يقرب من 80% لا تظهر عليهم أعراض تتطلب دخول المستشفى“.
لا داعي للهلع والفزع
بعبارةٍ أخرى، لا داعي للهلع حيث يبلغ معدل الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا حالياً 2% في جميع أنحاء العالم، وهو أقل بكثير من معدل الوفيات الناجمة عن متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد (سارس) التي بلغت من 9% إلى 12% في عام 2002، لكنَّه أعلى من معدل وفيات الإنفلونزا الشائعة في الولايات المتحدة.
وبحسب مركز السيطرة على الأمراض فإن حجم انتشار الفيروس غامضاًويقدِّر أنَّ الأعراض تبدأ في الظهور بعد يومين إلى 14 يوماً من التعرض للمرض، الذي ينتشر بشكل رئيسي عبر الجهاز التنفسي (تنفس المصاب بقرب شخص آخر، أو السعال في وجهه). وتشمل علامات الإصابة بالفيروس الحمى، والسعال، وضيق التنفس. وكما هو الحال مع العديد من الأمراض الأخرى، فإنَّ كبار السن والذين يعانون من ضعف جهاز المناعة هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة.
الآثار النفسية لفيروس كورونا
إذا كنت تدردش مع خمسة أصدقاء مختلفين، فسوف تلاحظ مجموعةً مختلفة من ردات الفعل؛ ستجد أنَّ بعضهم بدأ في شراء أقنعة للوجه، وفي تخزين المياه، بينما يرى بعضٌ آخر أنَّهم ربما لن يسافروا إلى إيطاليا هذا الصيف، وغيرهم آخرون لا يعرفون شيئاً عن هذا الفيروس.
بالرغم مما نسمع فإنَّ جزءاً من المشكلة يكمن في أنَّ البشر لا يجيدون تقييم المخاطر. ووفقاً لبول سلوفيتش، الحاصل على شهادة الدكتوراه والباحث في عملية تقييم المخاطر ومراكز صنع القرار بجامعة أوريغون الأمريكية، فإنَّ الطريقة التي تتناقل بها المخاطر تحدد كيفية تفسيرها. إذ يستخدم معظم الناس عواطفهم وليس التحليل المنطقي عند تقييم المخاطر.
تقول جولي كولزيت، حاصلة على الدكتوراه وطبيبة نفسية مرخصة في مدينة نيويورك: “يعد التهويل مثالاً على نمط التفكير غير الصحي، الذي قد يجعل احتمالية الإصابة بالمرض تبدو أقوى مما هي عليه في الواقع“.
لكي لا تُصاب بقلقٍ شديد، يفضل تلقي الأخبار من مصادر موثوقة والتفكير في الحقائق قبل تصديقها: “اسأل نفسك، ما هي الأدلة التي تثبت ذلك، وما الأدلة التي تنفيه“. هناك تكتيكٌ آخر، وهو أن تسأل نفسك ما هي نتائج تصديق السيناريو الأسوأ.
• غسل اليدين باستخدام الصابون والماء، اغسل يديك مدة 20 ثانية على الأقل، أو استخدم مطهر يدين يحتوي على 60% على الأقل من الكحول. هذا مهم خصيصاً بعد الذهاب إلى الحمام، وقبل تناول الطعام، وبعد التمخط أو السعال أو العطس.
• غطِ وجهك عند السعال أو العطس. استخدم منديلاً يمكنك التخلص منه، وتجنب لمس عينيك وأنفك وفمك لأنَّ الفيروس ينتقل عبر الجهاز التنفسي.
• ابقَ في المنزل إذا كنت مريضاً. لا يعني ذلك إصابتك بالفيروس، لكن ينصح المسؤولون بالبقاء في المنزل في حالة كنت تشعر ببعض التعب. ولو كنت تشك في أنَّك مصاب بفيروس كورونا، عليك الاتصال بمركز الرعاية الصحية الذي تتبع إليه.
• حافظ على نظافة الأسطح. استخدم بخاخاً أو مناديل مطهرة لتنظيف الأسطح التي تتعرض للمس بصفة مكثفة، مثل مفاتيح الإضاءة، ومقابض الأبواب، وهاتفك، وأجهزة التحكم عن بُعد.
• ابتعد عن المرضى. لأن أحد أهم معلومة نعرفها عن هذا الفيروس هو أنَّه معد للغاية.
• لا تشتر قناع الوجه. إذا لم تكن مريضاً، ولست عاملاً في الرعاية الصحية، ولا ترعى شخصاً مصاباً بالفيروس، فلا حاجة إلى ارتداء قناع للوجه. يجب على الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض كوفيد-19 فقط ارتداء تلك الأقنعة للمساعدة على منع انتشار المرض.
• هناك تحذيراتٌ من السفر إلى بعض المناطق التي ينتشر فيها الفايروس وخصوصاً الدول الجوار أو الدول التي انتشر فيها الفايروس بشكل كبير.
• يوصي مركز السيطرة على الأمراض أيضاً بأن “تدرس الشركات استراتيجيات من شأنها أن تقلل من مقدار احتكاك الأشخاص ببعض؛ مثل العمل عن بعد والنوبات التبادلية. ويجب على أولئك الذين يسافرون كثيراً من أجل العمل التفكير في إلغاء أي سفريات غير ضرورية في حالة تفشي المرض”.