السوق البديل في مدينة الميادين -شرق دير الزور 45 كم- أنشأته في البداية جبهة النصرة بالتعاون مع الهيئة الشرعية في المنطقة الشرقية في أوائل تشكيل الهيئة.
كان السوق مصمماً لنقل البسطات من الشارع العام لتخفيف الضغط و الازدحام في السوق. أشرف على بناء السوق عدد من قادة النصرة في الميادين من بينهم أبو عبد الله النعيمي وأبو البراء، يقع السوق في 300 محل مسبق الصنع (برّاكيات) مساحة كلٍّ منها لا تتعدّى الأربعة أمتارمربّعة، مطلية باللون الأزرق، مصفوفةٍ على شكل صندوقٍ مفتوح.
بسبب موقعه قرب مبنى الهيئة الشرعية في الحي الشرقي من الميادين كان يشكل تخوفاً لدى الأهالي من استهدافه من قبل طيران النظام.
لم يكتمل بناء السوق بسبب المعارك ضد داعش في ريف دير الزور. دخلت داعش إلى الميادين وتابعت بناء السوق، بمعنى أدق ليس بناء بل مجرد نقل المحلات في السوق العام إليه، واللافت في الأمر أن النصرة كانت تخطط أن يدفع صحاب المحل الذي ينتقل الى السوق 2500 ليرة فقط بينما داعش فرض رسم اجبارياً على المحلات الجديدة بــ 50 دولار وصاحب المحل بالف ليرة رغم صعوبة المعيشة نتيجة انعدام الحركة التجارية في البلد بعد سيطرة داعش.
اجبرت الزكاة والضرائب التي تفرضها داعش على الاهالي اغلاق محلاتهم أو تغيير مصالحهم إلى قطاعات تقل فيها الزكاة أو لم تفكر بها داعش بعد.
فريق دير الزور 24 التقى باحد اصحاب المحلات ليشرح لنا سبب اغلاق محله
تحدث ابو علي البالغ من العمر 47 عاماً بحرقة قلب قائلاً كنت في السوق القديم قرب مسجد المصلى أو “الغرب” أبيع يومياً بـ 400 ليرة وبعدها أكرمني الله واستأجرت محل قرب المسجد. بعد ان فتح الله علي دخلت الدولة الاسلامية إلى المدينة وقالوا لي “انت عليك زكاة 2000 ليرة قلت لهم انا يا دوب اطلع 2000 قالوا هذا فرض ونحن نحدد… احتسبت عند ربي”
جاءوني منذ ايام وقالوا أنت ستنتقل إلى السوق الجديد فقلت لهم انا رزقي هنا قالوا نحنن نحدد لك فرديت عليهم غاضبا ما لسى الا تقولوا لي ايمت انام مع مرتي فضربني الحاقد التونسي كف وبكيت امامه وانصرف.
يتابع ابو علي انتقلت على السوق وقالوا ستدفع 50 دولار “جربت اول شهر طلعت مكسور قلت الرزق على رب العباد” فاغلقت محلي وجلست انتظر في بيتي.
الأحوال المعيشية في مدينة الميادين كارثية وتزداد سواً يوماً بعد يوم وقد تدهورت بشكل ملحوظ بعد أن انتعشت الميادين اقتصادياً جراء المعاملات التي يجريها تجار النفط آنذاك قبل سيطرة داعش على المحافظة.