بعد تصاعد الأحدث في مصر وتونس وتصدرها المشهد الإعلامي في جميع القنوات أدرك النظام خطورة الموقف، فبادر إلى اتخاذ خطوات احترازية لتجنب حدوث أي بلبلة تعكر صفوه.
ولأنه متيقن بأن الشباب سيكون نواة المظاهرات ركز اهتمامه في بادئ الأمر على الجامعات والمؤسسات التعليمية، مجهزاً أشخاص ضامناً ولائهم ليسلمهم مقاليد الحكم في قطاع التعليم فكان أهمهم(عبد الرزاق أحمد الجربوع )من أبناء مدينة دير الزور تولد عام 1971,حاصل على إجازة في الهندسة الزراعية من جامعة حلب عام 1998 ودبلوم من جامعة حلب أيضاً عام 2000 وماجستير تخصص (محاصيل حقلية) من جامعة الفرات وآخرها شهادة الدكتوراة منذ حوالي الشهرين بعد أن ناقش رسالة الدكتوراه أمام مجموعة من شبيحة النظام ليحصل عليها بدرجة 92%
يشغل الجربوع منصب رئيس اتحاد الطلبة في ديرالزور، وعضو أمانة فرع حزب البعث، كما تم ترشيحه لرئاسة الفرع بعد أن أثبت ولائه لقوات الأسد بعدة أعمال تشبيحية، لكن النظام لم يشأ أن يظهره للعلن وأبقى على طه الخليفة، رئيساً للفرع ،وورقة رابحة للضغط على ابناء عشيرته.
حاول النظام زرع فكرة بأن المتظاهرين مخربين ويجب التصدي لهم ومنعهم من التظاهر ،حيث استخدم منظمة اتحاد الطلبة لنشر أفكاره البالية.
فكان الجربوع من خلال منصبه حريصاً على عقد اجتماعات دورية لملأ عقول الشباب بأفكار الحزب والأسد وتجهيزهم لاعتراض المظاهرات، كما تم إجبار طلاب الجامعات على الخروج بمسيرات مؤيدة لبشار الأسد ومن يتخلف عنها كان يُفصل من الجامعة بشكل مباشر ويدرج اسمه ضمن قائمة المطلوبين للأفرع الأمنية.كما كان يترأس جميع حملات المداهمات على الكليات والجامعات بديرالزور، لمعرفته بأبناء المنطقة
يعتبر الجربوع من أهم و أوائل شبيحة ديرالزور، حيث اعترض أول مظاهرة خرجت في ديرالزور من( جامع الصفا في حي العمال) وساهم في تسليم المتظاهرين للأمن العسكري وأمن الدولة.
استمر الجربوع في مهمته التشبيحية ومحاولاته لقمع المظاهرات فكانت مظاهرة جامع المفتي بتاريخ( 1-4-2011 )تشهد على تشبيحه اللامتناهي حيث اعترض المظاهرة برفقة إخوته و أبناء عمومته وهم يحملون “العصي والسكاكين،” حيث قام بضرب أحد المتظاهرين مما أدى الى أصابته وبعد ذلك أنتشر خبر مقتله وأصبح الجربوع مطلوباً لأهل الشاب مما أضطره للاختفاء واللجوء للواء المقتول جامع جامع لكنه لم يكترث له.
ومع اتساع رقعة المظاهرات قام النظام بتسليحه مع أخوته لاعتراض المظاهرات ولكن هذه المرة بالرصاص الحي.
ومع ارتفاع وتيرة الأحداث في سورية اضطرت قوات الأسد لإدخال الجيش للمدينة ما أدى إلى توقف دوائر الدولة كافة بما فيها الجامعات وتكريماً لما قام به الجربوع من أعمال تشبيحية تم تعيينه في نهاية عام 2012 منسقاً لجامعة الفرات في دمشق.
بهذا يكون هو المسؤول الأول في الجامعة فمن مكتبه كانت تخرج مواعيد الامتحانات ومراكزها بالإضافة لأسئلة الامتحان.
حاول الجربوع، بتشجيع من النظام زرع أعين له بين صفوف الثوار لمعرفة أخبارهم وتحركاتهم بشكل دقيق ومفصل حيث دسّ شقيقه( حازم الجربوع) بحجة أنه تاب وتبرأ من النظام ويريد مشاركة أبناء منطقته في العمل الثوري، رحب الثوار به لكن أبقوه تحت مراقبتهم الشديدة إلى أن تأكدوا من نواياه الخبيثة فقاموا على الفور بتصفيته ومنع أهله من أقامة عزاء له ،وتمزيق جميع النعوات التي الصقت على جدران المدينة.
تعرض الجربوع لعدة محاولات اغتيال كان أهمها إلقاء عبوة ناسفة على منزله لكنه نجى منها ،لينتقل بعد ذالك من منزله الواقع في( حي العرفي) إلى مناطق النظام ويكافئه النظام على أفعاله ففي بداية عام 2014 أصبح الجربوع عضو أدارة اتحاد الهلال الاحمر السوري
كما أصبح عضو في اتحاد عشائر وقبائل دير الزور، التي شُكلت لتضم جميع الشخصيات التي يستخدمها النظام لأعماله في المنطقة. يتنقل الجربوع بين دمشق ودير الزور بحسب ما يتطلبه العمل التشبيحي.