محمد الحسن العلاوي الربيع “أبو الحسن صاعقة” من المتظاهرين الأوائل في موحسن ولوحق من قبل النظام ومع تحول الثورة إلى مسلحة عِمد الى تصنيع العبوات الناسفة واستهداف دوريات النظام واستمر بعمله منفرداً يحمل معداته في حقيبة ظهر، إلى أن تطور به الحال وقام بتشكيل لواء الصاعقة برفقة بعض الأصدقاء حيث كان عملهم يختص بتصنيع مدافع الهاون وقذائفه. ذاع سيط اللواء وأصبح من أكبر وأهم الفصائل في دير الزور مما جذب انتباه داعش له فيما بعد حيث تمكنت من زرع عناصر لها في اللواء وعلى رأسهم أبو راشد صاعقة.
في الفترة التي استُدعي فيها أبو الحسن إلى هيئة الاركان قرب الحدود التركية لمناقشة الوضع الميداني وتأمين سلاح وذخيرة لتحرير المطار العسكري، كان أبو راشد قد تولى زمام الأمور واستطاع اقصاء عدد من أفراد اللواء وأخبر ابو الحسن بأن الخلاص سيكون على أيدي داعش وطلب ابن تبقى بيعته سراً لحين وصول شحنة الذخيرة التي قام بتسليمها لداعش فيما بعد.
كانت داعش تسعى لجذب العناصر المهمة في الجيش الحر لتفكيكه مما سيسهل عملية سيطرتها على المنطقة، ففي الوقت الذي كان الجيش الحر قد توحد إلى حد ما. وكان لواء الصاعقة يعتبر القوى الكبرى في موحسن عمدت داعش إلى نسف هذه القوى من خلال بيعة لواء الصاعقة لها، فعلى مدار أربعة أشهر كان لواء الصاعقة يجهّز لعملية نوعية على مطار دير الزور بالاشتراك مع بعض الفصائل الأخرى، العملية كانت عبارة عن دبابة مفخخة تسحب خلفها عربة محملة بالمتفجرات يصل وزنها إلى 90 طن لنسف دفاعات المطار ودخوله من بعدها.
تمكنت داعش بليلة وضحاها قبيل موعد تنفيذ العملية من تفجير الدبابة في مخبأها وبددت حلم الجيش الحر بتحرير المطار. كل الشكوك دارت يومها حول أبو الحسن بحسب ما أفادنا أحد المقربين منه قائلاً: “كان ابو الحسن الوحيد المطّلع على طريقة توزيع المتفجرات داخل الدبابة، يضيف قائلاً بأن أبو الحسن قد اخفى ما يقارب 3500 قذيفة هاون وأكثر من 56 مدفع هاون بجميع القياسات ثم تسلمها لداعش بالإضافة لمبالغ مالية كانت تصل من بعض المتبرعين من الخارج والداخل وتقدر بـ 100 ألف دولا ومبالغ أخرى كان قد جمعها من خلال بيعه بعض الهاونات والقذائف لبعض الفصائل الاخرى وتقدر بـ ٣٠ مليون ليرة سورية.
بدأ أبو الحسن مع بعض الشخصيات بالدعوة لتجمع جديد أسموه أنصار الخلافة بحجة توحيد جميع فصائل موحسن وتجنبيها القتال الدائر بين داعش والحر ولكن في الحقيقة كان هذا التجمع عبارة عن نواة لداعش في المنطقة. في الوقت الذي كان فيه الجيش الحر يقاتل داعش في منطقة جديد عكيدات كان أبو الحسن مع بقية عناصر اللواء يقومون بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في المناطق السكنية وبعض حواجز الحر حيث ضربت إحدى هذه السيارات حاجز للحر في مدينة الشحيل راح ضحيته التفجير عشرات المدنيين وعناصر من الجيش الحر.
لم يكن أبو الحسن يظهر نفسه على الساحة حيث اعتمد العمل من خلف وعقب تغلب داعش على الحر في معركة سيطرة داعش على موحسن والتي استمرت ليومين، استمر بعمله في التفخيخ والتصنيع وكان يتواجد بشكل شبه مستمر في حقل العمر النفطي الذي جمعت فيه الآلات اللازمة للتصنيع بالإضافة الى مقره الآخر في منطقة الكم في بادية البوكمال الذي كان يتم فيه تفخيخ السيارات.
ولائه الكبير لداعش جعل منه عنصراً مهماً في التنظيم واعتماده مع شخص آخر يدعى “حج علي تفخيخ” مسؤولي التفخيخ في سوريا والعراق ومقرهم حالياً في العراق في مدينة القائم حيث يتناوب الاثنان بالإجازات التي يقضونها في سوريا. مستمتعين بسيارات داعش المفخخة التي تلتهم من لحوم السوريين مدينييهم وعسكرييهم دون تفريق.