This post is also available in: English
ست سنوات مرت على مذبحة أندت جبين ديرالزور، بسبب فظاعة تفاصيلها وعدد ضحاياها، “مذبحة الشعيطات” إحدى أكبر المجازر في تاريخ الثورة السورية بعد مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية.
ارتكبها تنظيم داعش بحق أبناء عشيرة الشعيطات بريف ديرالزور الشرقي، في 9 آب/أغسطس 2014 عقب انتفاضتهم بوجهه إبان سيطرته على محافظة ديرالزور في ذات العام.
مايزيد عن 1000 شخص، كانوا ضحية أنواع القتل التي تفنن تنظيم داعش بتنفيذها بحق أبناء الشعيطات، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال بحسب ما اتفق عليه ناشطون ومنظمات حقوقية من توثيق لعدد الضحايا.
مقابر جماعية أقامها تنظيم داعش في بلدات الشعيطات (أبوحمام، غرانيج والكشكية)؛ للتخلص من الجثث التي ملأت الشوارع والمنازل، وظلت هذه المقابر تكتشف شيئاً فشيئاً مدة عام من عودة الأهالي إلى منازلهم.
أراد تنظيم داعش من خلال ما نفذه بحق أبناء الشعيطات، إرسال رسالة لكل من يعارضه في ديرالزور التي دخلها حديثاً آنذاك ويسعى إلى جلبها إلى حظيرة الطاعة بعد رفض أبناء الدير له في بداية تواجده في سائر المحافظة، فجاءت المذبحة رداً على انتفاضة قامت بها عشيرة الشعيطات بوجه تنظيم داعش، بعد سيطرته على ريف ديرالزور الشرقي، وذلك جراء ممارساته الدموية في المنطقة، والتي أججت المشاعر المعادية له، لتنتهي بالانتفاضة عليه.
قتل عدد من عناصره، وانحسر وجوده في عدة مناطق بريف ديرالزور الشرقي بسرعة، مما أجبره على جلب تعزيزات جديدة من العراق لإخماد الانتفاضة ولتبدأ عملية الانتقام الجماعي من السكان، بقتلهم على الهوية وتشريدهم من منازلهم.
وتقطن عشيرة الشعيطات بلدات الكشكية، أبو حمام وغرانيج بريف ديرالزور الشرقي، ويقدر عدد أفرادها بـ120 ألف نسمة ويزيد قتل منها من قتل على يد التنظيم عام 2014، وشرد مايقارب 100 ألف شخص من الشعيطات، بعد نفي التنظيم لهم إلى البادية كعقاب جماعي على الانتفاضة بوجهه، ليسمح لهم بعد حوالي عام بالعودة إلى منازلهم بشكل تدريجي.
الجدير بالذكر، أن مقاتلي عشيرة الشعيطات كان لهم دور كبير في مقاتلة داعش وطرده من المنطقة، حيث تواجدوا على عدة جبهات منذ خروجهم من ديرالزور أبرزها جبهات ريف حلب الشمالي، إذ كانوا حجر الأساس في الدفاع عن المنطقة ومواجهة هجمات داعش المستمرة.