فراس علاوي – ديرالزور24
يبدو أن محافظة ديرالزور مقدمة على أيام بالغة التعقيد, في ظل تسارع الأحداث في الوضع السوري والتغيرات المتلاحقة على مختلف الاصعدة عسكرياً وسياسياً محلياً وإقليمياً يرجح عودة ديرالزور لواجهة الأحداث مجدداً.
العملية السياسية التي تجري مابين نظام الأسد وحلفائه من جهة، وفصائل المعارضة العسكرية وممثليها السياسيين من جهة أخرى، والحديث عن جنيف4، كل هذه الأمور استثنت محافظة ديرالزور من الحل السياسي بسبب خضوعها لسيطرة داعش، وبالتالي استثنائها من أي خارطة طريق أو حل سياسي ووقوعها تحت بند محاربة الإرهاب سواء من المعارضة وحلفائها أو نظام الأسد ومساندوه من مليشيات ودول سواء إقليمية أو دولية.
ديرالزور والتي تختلف عن جميع المناطق الأخرى التي تشهد صراعاً مسلحاً مع قوات الأسد ومليشياتها, كونها تقع على حدود دولة تساند بشكل كامل ودون أي مواربة نظام الأسد في مواقفها السياسية وتشكل دعامة وركيزة أساسية في دعمه العسكري ألا وهي الحكومة العراقية، كذلك تعتبر مطمعاً إيرانياً بامتياز بسبب موقعها الجغرافي من جهة وبسبب رغبة الإيرانيين بتعويض خسارتهم لحلب في تنافسهم مع الروس.
بعد شهر من العملية العسكرية التي قام بها تنظيم داعش على مناطق سيطرة قوات الأسد في ديرالزور وسيطرته على أجزاء كبيرة منها وحصاره للمطار العسكري وللأحياء الموجودة تحت سيطرة قوات الأسد وقطع طرق الإمداد عن قواته.
يبدو أن قوات الأسد تسعى لفتح جبهة ديرالزور مجدداً ومحاولة استعادة ما خسره في ظل النجاحات التي حققها في حلب وريف دمشق الغربي، وفي ظل نجاح عملية المصالحات في مناطق كثيرة من دمشق وحمص وحماة كل هذه الامور دفعت قوات الأسد لتعزيز مواقعها في ديرالزور من أجل فتح معركة جديدة، بدأ بالتمهيد لها إعلامياً من خلال تقارير إعلامية من داخل الاحياء المحاصرة والواقعة تحت سيطرته من خلال عدد من إعلامييه الذين استعان بهم في معركة حلب من أمثال حسين مرتضى مراسل قناة العالم وبعض الوكالات الروسية.
ومن خلال الضخ الإعلامي عن تشكيل قوات دفاع وطني و رديفة كما يسميها في إعلامه يوكل لها مهمة القتال في ديرالزور ضد تنظيم داعش باعتبارها من أبناء المنطقة والذين هم أولى بتحريرها كم يروج لها من خلال عودة نواف البشير وظهوره يرتدي الزي العسكري وتصويره كقائد مخلص من خلال تشكيل جديد من أبناء العشائر، كذلك الظهور الإعلامي لما يعرف بأنه قائد حزب الله السوري محمد أمين حسين الرجا والمعروف بعلاقاته الحميمة مع الإيرانيين والتنسيق معهم في ديرالزور، كما يعرف بأنه رجل إيران في المنطقة.
من جهة أخرى، يسعى تنظيم داعش لفرض سيطرته على كامل محافظة ديرالزور في ظل الخسائر المتلاحقة له في كل من سوريا والعراق، وذلك من أجل تحقيق عدة أهداف اهمها رفع الروح المعنوية لمقاتليه واستخدام المنطقة كنقطة لتجميع قواته والانطلاق نحو مناطق أخرى بعد تغيير تكتيكه العسكري، كذلك الحفاظ على خطوط اتصال مع العراق المعقل الرئيس للتنظيم وبالتالي حرية الحركة لعناصره وآلياته وربما منطلق لمشروعه القادم في اختيار مناطق أخرى لفرض نفوذه.
ديرالزور التي تظهر وكأنها خارج حسابات الجميع حالياً، تبدو أعين الإدارة الأمريكية ليست بعيدة عنها، ويبدو أن الدور الأكبر سيكون للأردن في عملية قتال داعش فيها, وبالتالي تضارب الخطط والأهداف بينها وبين ما يعد له الإيرانيون في المنطقة.
الحشد الذي يقوم به نظام الأسد لقواته وكذلك التحشد الذي تقوم به داعش على جميع جبهات المدينة, وطلعات الطيران والمجازر التي ترتكب جميعهاً بحق أهالي ديرالزور، تنبأ بأن المعركة قادمة لا محالة وقد تكون الأيام القليلة القادمة تحمل أخباراً عن إنطلاقها.