This post is also available in: English
صورة المقال تعبيرية
انتهج تنظيم داعش سياسة قوية وجريئة في تبني الهجمات واعتمد هذه البروباغندا لتجنيد الشبّان وترهيب الخصوم، إلا أنّ تقاريراً حديثة تكشف عن تداخلات وخلافات داخلية قد تلقي بظلالها على مسار هذا التنظيم.
في تقرير جديد، أعلن داعش عن هجماته في سوريا عبر تطبيق تيليغرام، إلا أن بعض الهجمات لم يعلن عنها سابقا وبالتحديد في البادية السورية ودرعا.
تُسلط هذه الخلافات الضوء على توترات داخلية داخل التنظيم، حيث يظهر الخلاف بين قادة الإعلام، والقادة العسكريين في البادية ودرعا، فيما يتعلق بتبني الهجمات.
بعض الفروع في الحسكة والرقة ودير الزور تعمل بتناغم مع منصات التنظيم لنشر الهجمات، في حين ترفض فروع أخرى نشر وتبني الهجمات بسبب مخاوف أمنية. هذه الخلافات تفضي إلى تباين الآراء والنزاعات وتفاقم الانقسام.
لهذه الخلافات تأثيرات كبيرة على داعش في المستقبل، وقد يتسبب التباين في تبني الهجمات في إعاقة الجهود الترويجية للتنظيم، وتقويض قدرتها على خلق الرعب والهلع بين خصومه. من ناحية أخرى، قد يزيد الخلاف من الانقسامات الداخلية ويؤثر سلبًا على الهيكل التنظيمي وقدرة التنسيق بين الفروع المختلفة.
إذا استمرت هذه الخلافات، قد يكون لها تأثيرات كبيرة على مستقبل داعش. من الممكن أن تضعف هذه الخلافات قدرته على تحقيق أهدافه واستمراره على قيد الحياة، وسيؤدي إلى تقليل تأثيره على الساحة الدولية. مما يؤدي إلى تشتت التنظيم وتقويض وحدته وخلق تنظيمات فرعية عن الرئيسية.
بصفة عامة، تظهر هذه الخلافات داخل داعش أنّ التنظيم يواجه تحديات داخلية جديدة تزيد ضعفه أكثر من أي وقت مضى، وتثقل كاهله على مشاكله الحالية من نقص القوة البشرية والموارد المالية وانهيار قادة صفه الأول وتعاقب ثلاث خلفاء في عام واحد دون استقرار، ليبقى المستقبل غامضًا بالنسبة لداعش وتأثيرات الخلافات الداخلية على مساره.