أعلن التحالف الدولي في سوريا الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العقيد”روب مانينغ ” مساء الإثنين 5- 3-2018 توقف العمليات العسكرية البرية ضد تنظيم داعش في محافظة ديرالزور شرق سوريا.
وكان التحالف الدولي “ضد الإرهاب” قد كثف عملياته العسكرية الجوية والبرية ضد تنظيم داعش منذ الشهر التاسع من عام 2017، حيث استطاع دحر التنظيم من الضفة الشمالية لنهر الفرات لمسافة تتجاوز ال150كم خلال 5 شهور من تكثيف العمليات العسكرية جواً وبراً على يد قوات سوريا الديموقراطية “قسد” حتى وصلت إلى قرية البحرة في أواخر الشهر الثاني شباط من العام الجاري .
وعزى التحالف سبب إيقاف عملياته العسكرية ضد تنظيم داعش حسب ماذكر “مانيغ” في مؤتمره الصحفي إلى انسحاب مقاتلين من قوات سوريا الديموقراطية “قسد” من ديرالزور باتجاه عفرين حيث تخوض قوات حماية الشعب هناك معارك ضارية إلى جانب ميليشيات تابعة لقوات الأسد وصلت إلى عفرين في وقت سابق لمؤازرتهم في معركتهم ضد الجيش التركي و فصائل الجيش الحر بعد اتفاق بين قيادات حماية الشعب و نظام الأسد .
وأضاف ” روبرت مانينغ ” : “إن وتيرة الضربات الجوية ضد تنظيم داعش لن تتأثر بتوقف المعارك البرية ضده وأن قوات سوريا الديموقراطية مازالت تسيطر على الأراضي التي استعادتها من تنظيم داعش “.
وعلى الرغم من إعلان التحالف وقف العمليات العسكرية ضد داعش شرق سوريا، فقد وصلت دفعة جديدة من الأسلحة إلى وحدات حماية الشعب في محافظة الحسكة قادمة من العراق و وصلت إلى ريف محافظة ديرالزور الشرقي حسب مصادر مطلعة، ما يشير إلى نية التحالف استكمال عملياته ضد التنظيم، لكن في وقت لاحق.
ومع توقف المعارك ضد تنظيم الدولة داعش يتبقى للتنظيم جيباً في محافظة ديرالزور يمتد على مساحة 50كم² يمتد من البحرة مروراً بمدينة هجين وقراها وصولاً إلى الحدود السورية العراقية إضافة لبعض القرى التي لاتزال تحت سيطرة التنظيم على الجانب الآخر في الضفة الجنوبية لنهر الفرات (الشامية) كقرية العباس والصفصافة وبعض القرى الصغيرة.
اعلان التحالف الدولي وقف المعارك البرية ضد تنظيم داعش يصب في مصلحة عدة لاعبين في الساحة أهمهم:
1- تنظيم داعش:
وقف المعارك العسكرية البرية تفسح المجال للتنظيم المنهك من المعارك الأخيرة لإستجماع قواه و ترتيب أوراقه من جديد ضمن الجيب المتبقي له في المنطقة و اتخاذه نقطة انطلاق لعملياته ضد القوى المهاجمة، ما يعتبره عدد من المراقبون بمثابة فترة إعادة إحياء للتنظيم سريرياً في المنطقة الشرقية.
2- الولايات المتحدة الأمريكية:
فيما يرى محللون عسكريون أن وقف العمليات البرية ضد تنظيم داعش جاء بقرار مدروس أمريكياً يهدف إلى استخدام التنظيم من جديد في ردع إيران عن استكمال مشروعها المذهبي التي تنشط في تطبيقه في الضفة الجنوبية لنهر الفرات في مناطق سيطرة قوات الأسد والمليشيات الرديفة من خلال تخفيف الضغط العسكري على التنظيم في الضفة الشمالية (الجزيرة) وتوجيهه بطريقة مباشرة أوغير مباشرة باتجاه مناطق وجود المليشيات الإيرانية إلى جانب قوات الأسد في الريف الشرقي لديرالزور على الضفة الجنوبية لنهر الفرات.
وما أكد رؤيتهم هو الهجوم النوعي الذي شنه تنظيم داعش ضد قوات الأسد في منطقة الرحبة في مدينة الميادين بريف ديرالزور بعد يومين فقط من إعلان التحالف لوقف العمليات ضد التنظيم .
ويدعم هذه الفكرة ما أفاد به ناشطون أن قوات قسد التي انسحبت من ديرالزور هم قوات رديفة لقسد وغير أساسية، عمادها أعداداً من الشباب الذين سيقوا في الآونة الأخيرة إلى جبهات القتال بعد حملة التجنيد الإجباري التي شنتها وحدات حماية الشعب في مناطق سيطرتها .
تبقى القوى الدولية والمحلية المتصارعة في الساحة السورية تستخدم تنظيم الدولة داعش بين الفينة والأخرى بما يخدم هدفها ويدفع بمشروعها نحو التحقيق، ويبدو أن هذه المرحلة هي مرحلة إعادة إحياء التنظيم وتسخيره لضرب المشروع الإيراني في ديرالزور إذ تبتعد الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الراهن عن الصدام المباشر مع الحلف الروسي الإيراني الأسدي لكنها بنفس الوقت لا تغض الطرف عما تفعله إيران بالمنطقة .
مقال بقلم:
رامي أبو الزين