This post is also available in: English
صورة عبر الإنترنت
خاص_ديرالزور24
لا يملك شهادة دراسية ولا مهنية ولم يخضع لتدريب عسكري خاص يؤهله لاستلام قيادة ميليشيات الدفاع الوطني في دير الزور، فكيف تحول الجهام من مروج مخدرات إلى قيادي كبير، وهل اقتربت نهايته وفق مؤشرات جديدة قادمة من نظام الأسد وروسيا؟
فراس الجهام. أو الملقب “فراس العراقية”، يعرف عنه عمله بترويج المخدرات والحشيش والسرقات، وكان قد اعتقل عدة مرات لدى فروع الأمن في ديرالزور لهذه الأسباب، تعود أصوله إلى بلدة “البحرة ” شرقي دير الزور، الخاضعة حاليًا لسيطرة قسد.
عمل نظام الأسد مع حصار المدينة وخسارته لمناطق نفوذه في محيطها على تجنيد المخبرين لملاحقة الثوار ونشطاء المعارضة، وكان الشبيحة والمخبرين رأسهم فراس الجهام.
الجهام كان يعمل بإخلاص لصالح اللواء “محمد خضور” ويقال إنه استطاع أن يسلم الكثير من الناشطين ويفشي عن عشرات الثوار لصالح الأجهزة الأمنية، مقابل منحه مساحة لترويج بضاعته من الحبوب والدخان والحشيش.
مع تصاعد الاشتباكات في دير الزور اتجه النظام إلى تجنيد أصحاب السوابق والجنح وعصابات المخدرات، لسهولة التحكم بهم، وتنفيذهم لطلبات النظام دون اعتراض، وكان الجهام من بين هؤلاء لدرجة منحه قائدا لميليشيات الدفاع الوطني في دير الزور عند تشكيلها (وهي مجموعة مدنيين تطوعوا للمقاتلة مع جيش الأسد مقابل رواتب مالية أو مزايا خاصة منحها لهم).
بعد سيطرة الأسد على مدينة ديرالزور، رأت فيه موسكو فرصة ليتم استخدامه في تثبيت نفوذها حينها، فاستدعته لقاعدة حميميم، ومدته بالمال والسلاح والدعم اللوجستي، ما جعله يخرج عن سيطرة الأسد وإيران.
بعد ذلك تورط الجهام بانتهاكات ضد حقوق الإنسان من تصفيات ميدانية، واعتقالات قسرية، وتعذيب السجناء، وسرقة ممتلكات المدنيين، وتهريب المخدرات، والحشيش.
منذ مطلع العام ٢٠٢٢ وبعد اندلاع الحرب الأوكرانية، بدأت موسكو بتقليص دعمها المالي في سوريا ما أثر على نفوذها في ديرالزور لصالح إيران، وقد تعمل على دمج الجهام وكتائبه مع الفرقة الرابعة التابعة لنظام الأسد وهذا يعني إمكانية تحول الجهام تدريجيا من قيادي عسكري لكتائب تصول وتجول في المنطقة إلى عنصر أمني في الفرقة الرابعة لا يستطيع تجاوز صلاحياته، فهل يعود الجهام لدور “عويدل الفساد” كما بدأ؟