من غبار النزوح و ألم التهجير يولد الأمل لتكون الموهبة التي وأدت من نظام الأسد جسر الإنقاذ نحو فجرٍ جديد ، قصة نجاح لأحد أبناء ديرالزور في بلاد اللجوء بعد أنّ هرب و عائلته من مقصلة الأسد باحثين عن العيش الآمن بعيداً عن أنياب الأسد و زبانيته ، حازم الأحمد عدّاء من ديرالزور حاورته شبكة ديرالزور24 و خصها بالحديث الآتي :
أنا حازم حسن الأحمد مواليد ديرالزور 1993
درست بجامعة الفرات بديرالزور قسم الحقوق لكنني لم أتمكن من إتمام سنوات الدراسة بسبب تشديد القبضة الأمنية من نظام الأسد على الطلاب و المدنيين في ديرالزور عام 2012 .
و عن مسيرته في ألعاب القوى قال حازم :
” بدايتي مع ألعاب القوى كانت منذ الصغر عندما كنت في مدرسة العرفي بديرالزور لاحظ معلم التربية الرياضية موهبتي بالجري و قام بإشراكي في بطولة ألعاب القوى في المدينة على مستوى المدارس و منها تم استدعائي من قبل مدرب ألعاب القوى بديرالزور ” علي مطر ” و كانت مرحلة الإنطلاقة في نادي العمال الرياضي بديرالزور ، بدأت في المسافات القصيرة 100-200 متر و منها انتقلت إلى المسافات المتوسطة فالمسافات الطويلة 5000 متر فمافوق ، و كان عام 2009 مرحلة مفصلية بالنسبة لي إذ كانت أولى مشاركاتي الدولية و كانت في دولة المغرب و من ثم شاركت ببطولة عربية استضافتها سوريا في محافظة حلب و في عام 2010 حطمت أرقام قياسية سورية بمسافة 5000 متر و شاركت ببطولة مصر العربية لألعاب القوى و حصدت المركز الثاني ليتم ترشيحي للأولمبياد في سنغافورة ”
و تابع الأحمد :
” في عام 2011 تعرضت لإصابة حرمتني من جميع المشاركات لمدة عام كامل و بسبب إهمال الإتحاد الرياضي السوري استمرت إصابتي لمدة عام كامل ، عام 2012 و بعد التعافي من الإصابة شاركت في بطولة بالأردن و حققت المركز الثاني و تأهلت لبطولة آسيا بسيريلانكا و كانت آخر مشاركة لي باسم منتخب النظام ”
و أضاف :
في عام 2012 نزحت مع أهلي إلى لبنان بسبب الهجمة الشرسة لقوات الأسد على ديرالزور ، و هنا توقفت ممارستي لألعاب القوى حتى عام 2016 حيث أني كنت مجبر على العمل لأكثر من 12 ساعة يومياً لإعالة أسرتي ، لم أتدرب طوال تلك الفترة و تراجعت لياقتي بشكل كبير ، و في عام 2015 و بالصدفة قرأت إعلان على الفيسبوك عن إقامة ماراثون في لبنان لمسافة 42 كم ، و أن من يحصل على المركز الأول سيحصل على فيزا إلى إحدى الدول الأوربية للمشاركة بماراثون آخر ، و هنا ولِد الأمل لدي من جديد ، فبادرت بتسجيل اسمي على أمل أن أستطيع التوفيق بين العمل و التدريبات المنوطة بالماراثون ”
الحلم يقترب من التحقيق
يقول حازم :
منذ أن تم قبولي كأحد المشاركين في الماراثون بدأت ببرنامج تدريبي بالإضافة لعملي ، فكنت أستيقظ الساعة الخامسة فجراً فأقوم بالتدرّب لمدة ساعتين حتى يحين وقت عملي الساعة السابعة صباحاً لأذهب لعملي و عند انتهائي من العمل في السابعة مساءاً أتدرب ساعتين أيضاً ثم أعود إلى المنزل ، استمريت على هذا النحو لمدة 3 أشهر حتى حان موعد الماراثون ، و في اليوم المنشود و رغم عدم اكتمال جاهزيتي و بعض الإصابات التي رافقتني ، تمكنت من تحقيق المركز الأول في الماراثون و حققت الحلم الذي سينجيني من واقعي المر و سأتمكن من خلاله من الهجرة لبناء مستقبلي ، بعد خمسة شهور من فوزي بالماراثون حصلت على فيزا إلى إيطاليا للمشاركة في سباق ماراثوني في إيطاليا و من هناك قدمت إلى ألمانيا و طلبت اللجوء ”
و يتابع :
” بعد وصولي إلى ألمانيا بدأت من الصفر ، فقد أثرت عليّ سنوات الإنقطاع التي عشتها في لبنان و أثرت على لياقتي بشكل كبير ، بدأت التدريب و البحث عن فرصة في أي نادي ألماني يرعاني ، في مدينة اشتوتغارت الألمانية انتسبت لنادٍ لألعاب القوى يتبع لشركة ميرسيدس و بدعم من الأصدقاء تمكنت من استعادة لياقتي عبر التدريب و الإلتحاق بمعسكرات داخلية في ألمانية و معسكر في النمسا و شاركت في العديد من البطولات و حققت مراكز متقدمة خلالها و من خلال دعم عدائين ألمان أصبحت أحقق أحد المراكز الأولى في جميع السباقات التي أخوضها ليصبح اسمي بين العدائين المرشحين للفوز في بطولة أشارك بها “
و اختتم العداء الحرّ حازم الأحمد كلامه بقوله :
” بعد تحقيقي لهذا التقدم في بلد اللجوء ألمانيا ، تواصل معي الإتحاد الرياضي السوري عبر أكثر من شخص لإقناعي بالعودة لتمثيل منتخب نظام الأسد ، لكن جوابي لهم كان الرفض بسبب الجرائم التي ألحقها نظام الأسد بالشعب السوري و الذي كان السبب الرئيسي لتهجيرنا من ديارنا و جعلنا لاجئين .