يصادف اليوم الخميس الذكرى السنوية الرابعة لتحرير مدينة البوكمال بريف دير الزور الشرقي، من قوات الأسد، بعد معارك عنيفة خاضها الجيش الحر بعتاد بسيط ضد قوات الأسد دامت عدة أسابيع، انتهت بسيطرة الجيش الحر عليها وعلى قطع عسكرية بمحيطها.
كما كانت المدينة من أول المدن السورية المناوئة لنظام الأسد حيث خرجت فيها عشرات المظاهرات في عام 2011 بداية الثورة السورية بعد اندلاعها بدمشق ودرعا، حيث شارك الأهالي في المطالبة بالحرية واجراء إصلاحات، لكن تعنت قوات الأسد واستخدامها العنف ضد المتظاهرين السلميين أجبرهم على التظاهر بشكل يومي.
ومع الانتقال للعمل المسلح نتيجة العنف المفرط، انضم أهالي البوكمال كبقية مكونات الشعب السوري واستطاعوا خلال فترة قصيرة السيطرة على المعبر الحدودي مع العراق ومن ثم معاقل قوات الأسد داخل المدينة، بعد استخدام الأخيرة للقصف المدفعي وقذائف الهاون على أحياء المدينة ما أدى لسقوط عشرات الشهداء والجرحى.
وأدى قصف قوات الأسد للمدينة إلى موجة نزوح كبيرة لأهالي البوكمال باتجاه المحافظات الأخرى ودول الجوار حالهم كحال المدن السورية الأخرى، وبعد طرد قوات الأسد منها بشكل كامل لجأ نظام الأسد لقصفها بالطيران الحربي والمروحي مرتكباً عدد من المجازر المروعة بحق المدنيين وموقعاً دمار واسع في أحيائها.
لتبقى المدينة تحت سيطرة الجيش الحر حتى عام 2014، حيث تعرضت لهجوم من قبل تنظيم داعش ما مكنه من السيطرة عليها وقتل عدد من مقاتلي الجيش الحر وأسر أخرين، ليبدأ بعدها مسلسل القتل والإجرام بحق أهالي المدينة، حيث هُجّر عدد كبير منها وقتل وصلب أخرين في ساحات المدينة، تحت حجج واهية.
ولازالت المدينة تحت سيطرة التنظيم وتتعرض لشتى أنواع القصف من قبل التحالف الدولي، ما أدى كذلك لسقوط عدد كبير من المدنيين، في معاناة إضافية تضاف لمعاناة انتهاكات التنظيم وتسلطه.
يذكر أن مدينة البوكمال تعتبر أول مدينة محررة ضمن محافظة ديرالزور بتاريخ 17\11\2012، جاء ذلك بعد انشقاق مجموعات من عناصر جيش الأسد وانضمامهم للمتظاهرين العزل وتشكيلهم في ما بعد فصائل عسكرية تابعة للجيش الحر بالتشارك مع المدنيين الذين انخرطوا في القتال دفاعاً عن أنفسهم.