This post is also available in: English
مضت سبع سنوات، على واحدٍ من أشد الأيام إيلاماً لأبناء ديرالزور، بسبب فظاعة الأحداث التي جرت خلاله، ولغزارة دم أبناء الدير الذي أريق في ذلك اليوم.
الثلاثاء الأسود كما أطلق عليه أبناء ديرالزور، 25-9-2012، وسميّ باليوم الأسود، دلالة على ماحصل فيه من أحداثٍ مأساوية دامية، ففي صباح يوم الثلاثاء من الشهر التاسع -أيلول- عام 2012، اقتحمت قوات الأسد وعناصر الشبيحة، يتقدمهم الحرس الجمهوري، حيي الجورة والقصور بديرالزور، وارتكبوا مجازراً جماعية بحق أبناء الحيّين، حيث تفنن عناصر قوات الأسد في تنفيذ مجازرهم بحق أبناء الدير، فنفذوا تصفيات جماعية بالشوارع رمياً بالرصاص بعد جمع أعدادٍ كبيرة من الشبان، ووضعهم أمام أحد جدران الحي، وإطلاق النار عليهم من الخلف، ولم تسلم النساء ولا الشيوخ والأطفال من حقد شبيحة قوات الأسد المتعطشين لدماء أبناء ديرالزور، فقتلوا عوائلاً بأكملها كانت تختبئ في الأقبية ومثلوا بجثثهم، كما قاموا بإحراق عددٍ من الشبان وهم أحياء، ووجدت جثثاً محروقة أيضاً على أطراف حي الجورة، بعد أيام من انسحاب قوات الأسد المهاجمة.
مئات من أرواح أبناء ديرالزور أزهقت في ذلك اليوم، على يد قوات الأسد، وقد وثق ناشطون من أبناء المحافظة أسماءً للضحايا تجاوزت الـ400 اسمٍ، بينما بقي عدد من الجثث مجهولة الهوية لم يتعرف عليها أحد، ليتجاوز عدد الضحايا الكلي الـ500 ضحية.
وتعتبر مجزرة الجورة والقصور في ديرالزور، ثاني أكبر مجزرة ارتكبتها قوات الأسد من حيث عدد الضحايا بعد مجزرة الكيماوي، وثالث أكبر مجزرة ارتكبت في سوريا خلال الثورة السورية، بعد مجزرة الكيماوي في الغوطة التي نفذها نظام الأسد، ومجزرة الشعيطات التي نفذها تنظيم داعش.
وحدهم أبناء ديرالزور من يحيون ذكرى مجزرتهم، وفي هذا اليوم يتجدد الألم وتحيا ذكرى مئات الشهداء من أبناء ديرالزور المنسية الذين كانت دمائهم مشاعل أوقدت نار الثورة السورية العظيمة في وجه نظام الأسد الظالم.