تزداد معاناة الأحياء الشرقية والتي هي حي هرابش وطب هرابش وحي الطحطوح, وحيى البوناصر إضافة للمطار العسكري, والوحدات العسكرية التابعة له الذي يعتبر خط تماس مع داعش; في ديرالزور بشكل كبير وذلك بعد قطع التواصل بينها وبين الأحياء الغربية, والتي تضم بالإضافة للأفرع الأمنية وبعض القطع العسكرية مثل معسكر الطلائع واللواء 137 ومساكن عياش والموظفين والقصور- تزداد تلك المعاناة بشكل كبير بسبب انقطاع الكثير من الخدمات التي كانت تستمدها من الأحياء الغربية من المواد الغذائية و غيرها, حيث تواجد الدوائر الحكومية و مقر الهلال و مكان هبوط المساعدات الغذائية.
يوجد في هذه الأحياء قرابة 25 ألف نسمة كما أن هناك القليل من سكانها الأصليين أما القسم الأكبر هم من أهالي منطقة الجفرة التابعين للمليشيات والذين سيطروا على منازل ممن هجرها أهلها; وغيرهم من الشبيحة الذين تم تأمين منازل لهم في هذا الحي.
تعاني الأحياء من ضعف الخدمات و انعدام بعضها. فبالنسبة لمحطات المياه لا تعمل بالمطلق; فقد استطاع أهالي الحي حفر بئر لمياه الشرب وغير كافي لتلبية حاجات المواطنين, أما الأفران فسابقاً كانوا يعتمدون على الفرن الموجود في الأحياء الغربية, وبعد قطع الطريق قام قوات الأسد بجلب الخبز عبر الحوامات.
وهناك أولوية بتوزيع الخبز, فحصة المواطن دائماً ما تأتي في الأخير. أما الكهرباء فأهالي الحي محرومون منها منذ أشهر و يعتمدون على المولدات.
في الجانب الطبي وليس منذ وقت طويل. تم افتتاح المستوصف الصحي في المطار العسكري. حيث تم تحويله لمشفى يضم طبيب واحد و عدة ممرضين ولا يستقبل سوى عناصر الجيش وعناصر الشبيحة وذويهم وبعض كبار السن.
جميع المساعدات تلقى على الأحياء الغربية و لا تحظى الأحياء الشرقية بشيء من هذه المساعدات.
في الطرف المقابل, داعش مستمر في قنص من يحاول الحصول على الماء ممن يقترب من تلك الأحياء لنهر الفرات, فقط للحصول على المياه, وكذلك قصف التنظيم للأحياء المستمر واليومي وخصوصاً إستهدافه للمنشآت الحيوية بما فيها المدارس, فليس ببعيد. استهدف داعش مدرسة للبنات أدى ذلك القصف إلى إستشهاد العديد من الطالبات وإصابات العشرات منهن بجراح.
قوات الأسد مستمرة بالإعتقالات للشباب خصوصاً عند اشتداد المعارك بينها وبين تنظيم داعش, حتى وصل الأمر عدم خروج الشباب للشارع خوفاً من الاعتقال. ولا تكتفي قوات الأسد بالإعتقالات بل وصل الأمر لإعطاء أوامر تنفيذ القتل بحق من يرفض الالتحاق, وقد وثق العشرات من الشباب الذين قتلوا على جبهات القتال في صفوف قوات الأسد وهم كانوا قد اعتقلوا من منازلهم بدون أي ذنب.