كثر هم من ضحوا لنصرة الثورة السورية فمن يقدم ماله أو أحد أبنائه في سبيل قضية الشعب السوري، ولكن أن تضحي عائلة بنصف شبابها شهداء في ساحات المعارك والنصف الآخر يقبع عدد كبير منه في سجون النظام هذا يجعلك تقف إجلالاً لهذا العائلة.
آل جاجان عائلة كانت تسكن قرية المريعية المحاذية لمطار دير الزور العسكري من أولى العائلات التي ساندت الثورة السورية في دير الزور وكان أبنائها من أوائل من حمل السلاح في وجه النظام لحماية المتظاهرين العزل.
محمود بديع الجاجان كان هو من فتح باب الشهادة في عائلته بعد التحاقه بعناصر الجيش الحر لينال شرف الشهادة في معركة الرصافة بتاريخ 18/3/2012 لتبدأ قصة آل جاجان مع الشهداء والمعتقلين.
وبحكم قرب قريتهم من المطار العسكري كان لهم النصيب الأكبر من قذائف المدفعية والطيران ليخرجوا من منازلهم تاركين خلفهم ذكرياتهم وشبابهم ليستشهدوا الواحد تلو الآخر دون التفكير للحظة واحدة بالتقاعس أو التراجع.
ام محمد أولى نساء الجاجان التي استشهد ابنها محمود ولكنها ومع تزايد وتيرة الأحداث في دير الزور كانت دائماً تحث أبنائها على قتال النظام، لم تكتفي الثورة بابنها محمود فقط، بل خطفت منها اخوانها لتصبح أم الشهيد وأخت الشهداء ومع كل ما حصل لها الإ انها لم تغير من موقفها بل تزداد ايماناً لتفقد أبنها أحمد بديع الجاجان وزوج ابنتها وأصغر أبنائها عبد الحميد ذو السبعة عشر عاماً منذ فترة ليست ببعيدة.
ام محمود التي تحتضن صور شهدائها كل يوم وتبكيهم بعزلتها واثقة بالنصر القريب وتعزي نفسها بجمل طالما رددتها عن اقتراب النصر وأن أبنائها وإخوانها في الجنة وشفعائهم يوم القيامة.
لم تقتصر تضحيات عائلة الجاجان على تقديم الشهداء فقط بل غيبت سجون النظام نصف ما تبقى من شبابها، فمأساة أم محمد لا تقل عن مأساة أم جاسم التي فقدت هي الأخرى إبنها محمود شرابي الجاجان في المعارك وتنتظر الافراج عن ابنائها الآخرين عبد الرحمن وعبد اللطيف. فهي تواسي نفسها دائماً قائلة لست أفضل من أقاربي فالجميع هنا فقد ابنه او اخاه ونحن فخورين بما قدمناه ونقدمه وسنبقى على العهد حتى النصر.
لم تتوقف هذا العائلة عن تزويد جبهات القتال بالمقاتلين حتى هذه اللحظة فمن تبقى من شبابها يقاتل عدد كبير منهم الآن همهم الوحيد تحرير دير الزور وإعادة إعمارها دون الاكتراث بالرايات التي ترفع فهي زائلة لا محالة بحسب تعبيرهم.
النظام السوري وكعادته باستهداف الطبقة المتعلمة والمثقفة من أبناء المنطقة في محاولة منه لنشر الجهل والتخلف كما فعل والده حافظ الاسد، فعائلة الجاجان لها نصيب من تلك الاعتقالات
محمد فرهود الجاجان طالب في هندسة الميكانيك
ومحمد علي الجاجان طالب في الهندسة المدنية
والذين كان ينتظرهم مستقبل مشرق هم الآن خلف القضبان في زنزانات الأفرع الأمنية. فذويهم لايستطيعون البحث عنهم في تلك الافرع كما يفعل بعض أهالي المعتقلين وتقديم مبالغ مالية لتخليصهم. مجرد ذكر اسم العائلة كفيل لتعرضك للمسائلة من قبل النظام لما سببه أفرادها للنظام في معارك تحرير دير الزور.
آل جيجان يرفضون فكرة الذهاب إلى مناطق النظام فهم متأكدون من إعتقالهم على الفور بمجرد مرورهم على أحد حواجز النظام.
لا يملكون سوى الدعاء أن يفرج الله عن أبنائهم المعتقلين، فهم من تبقى لهم من هذه العائلة.
آل جيجان فخورون جداً بما قدموه فهذه أرضهم وهم أولى بالدفاع عنها وتحريرها، حتى لو كلفهم ذلك حياتهم جميعاً بحسب قولهم.