على الرغم من النزوح و تحدياته و قيوده ، لا تكاد تمرّ مناسبة أو استحقاق حتى يثبت أبناء ديرالزور أنهم نجوم ترفض الأفول ، و رقمٌ صعب يفرض على الجميع الوقوف عنده و احترامه .
أبطال القصة هذه المرة هم مجموعة من أبناء ديرالزور في الشمال السوري جمعهم نادٍ لكرة القدم أسموه على اسم مدينة أغلب أعضاءه ” نادي الميادين الرياضي ” ما لبثوا أن أصبحوا حديث الشارع الرياضي في مدن و بلدات الشمال السوري بعد أن أثبتوا علوّ كعبهم في اللعبة ، و الحصان الأسود الذي كان يفاجئ الجميع بما يقدمه ، رغم كل التحديات و الصعوبات التي تلّف أسرة نادي الميادين ، و آخر انجازاتهم كانت الحصول على المركز الأول في الدوري التصنيفي لأندية الشمال السوري .
شبكة ديرالزور 24 واكبت هذا الاستحقاق الرائع لنادي الميادين و إلتقت بالسيد محمد حمادي المديرالإعلامي لنادي الميادين و تحدث لها عن الإنجاز الكبير للنادي وقال :
” بالنسبة للدوري التصنيفي في الشمال السوري فهو نتاج أو جهد مشترك بين الهيئة الرياضية بالمنطقة والإتحاد الرياضي والمكتب الرياضي والشباب بالمجلس المحلي لمدينة الباب ، ليتم تحديد فرق الدرجة الأولى والثانية والثالثة
ومن بين هذه الفرق ، كان نادي الميادين الذي بدأت مسيرته في بداية عملية نزوح أهالي دير الزور جراء التهجير القسري لقوات النظام ودخوله إلى مناطقهم التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش . بدأ نادي الميادين اللعب في منتصف 2017 في مدينة الباب في ملاعب العشب الصناعي السداسية ” التارتان” ، حيث حصل ع المركز الأول في الدوري المصغر وبعد ذلك قامت مجموعة من الفرق الرياضية بتجميع أنفسهم ونتج عن ذلك قيامهم بدوري سميّ بكأس شهداء الشمال وحصل نادي الميادين على المركز الأول في الدورة الأولى والثانية و حتى الآن حاز نادي الميادين على أربعة بطولات من منتصف ال2017 وبالإضافة إلى المركز الاول وتتويجه بصدارة الدوري التصنيفي للشمال السوري “
و تابع الحمادي :
” أما عن الصعوبات التي يواجهها نادي الميادين فيمكن تلخيصها بعدم وجود أي دعم من أي جهة رسمية وغير رسمية سوى بعض المبادرات الفردية من بعض التجّار من أبناء مدينة الميادين ومساعدات من خارج القطر وبشكل بسيط لا يذكر كقيمة مواصلات بسبب وجود مباريات تقام في مناطق مجاورة وكانت اللجنة الإدارية تقوم ببعض الأعمال الفردية لكي تسد بعض من مصاريف النادي من لباس ومواصلات وفي فترة من الفترات اعتمدت هيئة ساعد الخيرية دعم النادي إلا أنّ المجلس الحلي لمدينة الباب رفض وطلب بعدم دعم نادي عن غيره وطالب بدعم الرياضة في المنطقة كاملة ونتيجة لذلك انقطع الدعم الشحيح عن النادي ورغم الظروف الصعبة التي يعيشها لاعبي النادي الا انهم مستمرون بالتمارين والالتزام بتعليمات المدرب والكابتن رغدان شحاذة “
و أضاف :
وقد أعلنت اللجنة التنظيمية استعجالها بإطلاق تسمية الدوري التصنيفي في الشمال السوري، حيث كان للدوري نظير مماثل في مدينة اعزاز وريفها
هذا وفي ظل وجود وعود من الحكومة التركية و مكتب الارتباط التركي في الأيام المقبلة بأنه سيقام دوري درجة أولى ممتاز للعشر الفرق الاولى التي شاركت في الدوري التصنيفي في مدينة الباب ومدينة إعزاز وبالإضافة إلى وجود مباريات ستقام مباريات داخل الاراضي التركية لكنها تبقى وعود والكلام سابق لأوانه “
و اختتم الحمادي حديثه بقوله :
” إن لاعبي و فنييّ و إدارة نادي الميادين تفوقوا على أنفسهم من خلال المثابرة و العمل الجاد لتحقيق هذا الإنجاز و هنا تجدر الإشارة لما قدمه مدرب نادي الميادين و هو الكابتن رغدان الشحاذة اللاعب الدولي السابق لمنتخب سوريا
لعب في نادي الجيش ونادي الفتوة .
شارك في عدة بطولات منها كأس العالم وكأس أمم آسيا
عرض عليه تدريب عدة أندية منها نادي الباب ونادي بزاع والتي تتلقى الدعم من المجلس المحلي لكنه رفض تدريب أي منهما وبقي يدرب نادي الميادين بالرغم من عدم وجود أي دعم أو راتب له ، و من العروض التي تلقاها الكابتن رغدان راتب يتجاوز ال500 دولار وسكن وميزات أخرى من المجلس المحلي لكنه رفض جميع العروض و استمر في تدريب أبناء الدير “
الجدير بالذكر أنّ نادي الميادين الحاصل على بطولة الدوري التصنيفي بالشمال السوري يتشكل من 60% من أبناء الميادين و40% من مناطق أخرى مثل العشارة والبوكمال “