من صاحب محل صغير في حي الجورة إلى مليونير تقدر ثروته بمئات ملايين الليرات السورية ، فراس المظهور رجل نظام الأسد و المتظاهر ضد الأسد ثم أحد رجال الجيش الحر و مسؤولاً داعشياً و أخيراً متعهداً و شريكاً لأحد أكبر ضباط قوات الأسد في ديرالزور .
من هو فراس المظهور ؟
لم يكن لاسم ” المظهور ” أيّ ذكر قبل عام 2011 ، فلم يكن سوى صاحب محل صغير لبيع أدوات السباكة في حيّ الجورة في مدينة ديرالزور ، مع بعض العلاقات مع ضباط الفروع الأمنية لتأمين نفسه و مصالحه ، ينتمي فراس المظهور إلى عشيرة البكارة من كبرى عشائر محافظة ديرالزور.
المظهور و الثورة ؟
بعد قيام الثورة السورية ، و انتفاض كافة أحياء ديرالزور ، شارك المظهور في المظاهرات المناوئة لنظام الأسد بإيعاز من ” دعاس دعاس ” رئيس فرع أمن الدولة ، فكان يوهم الثوار بأنه من أشد كارهي نظام الأسد بينما في حقيقة الأمر كان المظهور أحد عيون نظام الأسد بين صفوف أبناء ديرالزور الثائرين .
المظهور و سيطرة الجيش الحر على أغلب مساحة ديرالزور
بعد سيطرة الجيش الحر على نسبة 95% من مساحة محافظة ديرالزور ، انتقل ” المظهور ” من حي الجورة بمدينة ديرالزور إلى قرية الحصان في الريف الغربي ، و كانت أولى أعماله سرقة المستودعات التابعة لمديرية مياه ديرالزور في كلٍّ من قريتي عياش و البغيلية ، و نقل محتوياتها إلى مستودعات خاصة به في القرية ، ليفتتح محلاً تجارياً كبيراً يبيع من خلاله الأدوات التي سرقها بتسهيل من ” دعاس دعاس ” ، و في هذه الآونة أوعز فراس لأخيه عمر بتشكيل كتيبة مسلحة على أنها كتيبة تابعة للجيش الحرّ ، إلا أنها في حقيقة الأمر كانت مهمتها حماية أعمال فراس المظهور في مناطق سيطرة الجيش الحر التي وصلت إلى نهب شركات النفط و المعامل المنتشرة في ريف ديرالزور ، كما كانت الكتيبة المشكّلة بمثابة مفتاح للتواصل مع قادات كتائب الجيش الحر
في المنطقة ، لإتمام المهمة الأساسية الموكلة للمظهور من قبل نظام الأسد و هي التجسس على الجيش الحر في ديرالزور .
استطاع ” فراس المظهور ” من خلال علاقاته و تجارته من تقوية علاقته بالعديد من قياديي الجيش الحر في تلك المرحلة ، بالإضافة إلى إقامة علاقات متينة مع عدد من قادة جبهة النصرة لاحقاً ك “أبو دجانة الزر” و “أبو دجانة القزبير” ، ليؤمن بتلك العلاقات حماية لمصالحه و غطاءاً لمهمته القائمة على التجسس لصالح نظام الأسد ، و مع سيطرة تنظيم داعش على المنطقة ، كان طريق المظهور معبداً بالأمان و ذلك عبر شبكة المعارف القوية بقادة جبهة النصرة الذين أصبحوا لاحقاً قياديين في تنظيم داعش ، و في وقت ليس بطويل ، أصبح فراس أحد مسؤولي ” ديوان الخدمات ” في تنظيم داعش ، ليكمل الجاسوس الذي أضحى داعشيّاً مهمته على أكمل وجه .
مصير المظهور بعد انهيار تنظيم داعش في ديرالزور .
مع اقتراب تنظيم داعش من النهاية في ديرالزور ، أدرك المظهور أنّ مهمته شارفت على الإنتهاء ، فجمع ثروته و بتنسيق مع ضباط الأسد على الضفة الثانية من نهر الفرات ، فرّ فراس المظهور عائداً إلى حيّ الجورة في ديرالزور بعد أن أتمّ مهمته على أكمل وجه ، و كان في استقباله على ضفة نهر الفرات في منطقة الحوايج “شامية ” كان ” دعاس دعاس ” بشكلٍ شخصي و اصطحبه إلى مكتبه في فرع أمن الدولة في مدينة ديرالزور ، ليتم تكريمه بعد أيام من وصوله إلى مناطق النظام ديرالزور تحت عنوان ” المواقف المشرفة لفراس المظهور لوطنه و مدينته ديرالزور “.
أعمال فراس المظهور بعد عودته إلى نظام الأسد .
استهلّ فراس المظهور مشوار عودته إلى ديرالزور بمشروع ترميم بناء مدخل ديرالزور الغربي ” البانوراما ” مع وضع صورتين عملاقتين لحافظ و بشار الأسد على حسابه الشخصي ، ثم بدأ بالعمل بالمشاريع و المقاولات بشراكة مع دعاس دعاس ، حيث كان الأخير يسهّل للمظهور عملية الحصول على المناقصات ذات المبالغ الكبيرة بصفته الشريك الغير المعلن ، بالإضافة لعمل فراس ك كبير السماسرة الذين يعملون لصالح إيران في شراء العقارات و الأراضي .
استولى ” فراس ” و عبر شركته ( المظهور التجارية ) على مساحات واسعة من أراضي الكورنيش في ديرالزور بحجة إقامة استثمارات عليها ، كما قام بوضع يده على أحد البيوت الكبيرة ( فيلّا ) في منطقة فيلات الضاحية القريبة من معسكر الطلائع ليتخذها مقراً لحفلات المجون التي يدعي إليها المسؤولين و الضباط .
كما لعب ” فراس المظهور ” دوراً هاماً في ملف المصالحات و التسويات رفقة صديقه ” صبحي الحنان ” و ساهم بإعادة أعداداً كبيرة من أهالي ديرالزور إلى مناطق سيطرة نظام الأسد بعد تسوية أوضاعهم لدى الفروع الأمنية .
و بسبب تضارب المصالح بين الضباط الكبار و مسؤولي نظام الأسد بديرالزور ، بدأت الصراعات على الثروة تأخذ مكانها في أروقة المسؤولين و سماسرتهم ، فأخذت ملفات الفساد و السرقات تخرج من المخابئ الموضوعة فيها لوقت الحاجة ، ليتم اعتقال ” فراس المظهور ” وصديقه “صبحي الحنان ” منذ فترة قليلة على ذمة التحقيق ، الأمر الذي بات يهدد الشريك الأول للمظهور ” دعاس دعاس ” ، و لايزال المظهور رهن الاعتقال مع انقطاع شبه تام عن أي تفاصيل حول القضية .