وصل خبر وصول لجنة دولية إلى مدينة ديرالزور لتوثيق تجاوزات نظام الأسد بحق المتظاهرين السلميين إلى أبناء ديرالزور المنخرطين بالحراك السلمي .
فبدأ الخبر ينتشر كالنار في الهشيم في أحياء ديرالزور الثائرة و الجلسات الشتوية للناشطين السلميين المطالبين بالحرية ، كان الخبر بمثابة بشارة خير لصف المحتجين ، فأخيراً سيكون هناك من يسمع مطالب أبناء الديرالزور الثائرين بعيداً عن نظام الأسد الذي قابل مطالبهم بالنار و الاعتقال .
لم يكن نظام الأسد القائم على القبضة الأمنية ” الاستخباراتية ” ليسمح للثوار بتحقيق أهدافهم بإظهار سلميتهم في المطالبة بحريتهم و كرامتهم ، فانبرت أذرع الأسد إلى وضع الخطط لإفشال هدف الثوار القائم على إظهار الوجه الحقيقي لمطالب أبناء ديرالزور الثائرين بوجه الأسد .
يقول أبو زيد و هو أحد منسقي التظاهرات السلمية في ديرالزور :
” بدأ التنسيق بيننا كمتظاهرين فور سماعنا لخبر وصول بعثة المراقبين الدوليين ، لكن نظام الأسد كان يمنع وصول أي تجمعات إلى مقر إقامة البعثة في فندق السعيد الواقع في شارع النهر بمدينة ديرالزور ، باستثناء جموع الهاتفين للأسد و البعث و الذين يتبنون جدلية المؤامرة الكونية على النظام ”
يضيف أبو زيد :
” وصلنا لاحقاً أن نظام الأسد جهز أعداداً من الموظفين و المتعاملين مع أجهزة الأمن ليخترقوا المظاهرات التي ستخرج تزامناً مع وجود البعثة في المدينة و يحرفوا مسارها السلمي ، وهذا ما حصل بالفعل ”
سربت أفرع الأمن خبراً مفاده أن لجنة المراقبين الدوليين ستنزل إلى شوارع ديرالزور في العاشر من كانون الثاني .
صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 10 كانون الثاني عام 2012 ، بدأ المتظاهرون العزل بالتجمع في ساعات الصباح اﻷولى .
انتشرت جموع المتظاهرين في محيط الحديقة العامة ومشفى النور وشارع التكايا، أملاً أن تصل أصواتهم وصوت مدينتهم للمراقبين العرب، وكان هدفهم الوصول للساحة العامة في المدينة.
ودون سابق إنذار، بدأ عناصر اﻷمن وعلى رأسهم المخابرات الجوية بقيادة الرائد أيهم بإطلاق النار بشكل مباشر على المتظاهرين فاستشهد من استشهد وأصيب أكثر من 80 متظاهرا بجروح متفاوتة حتى غصت البيوت بالجرحى والشهداء.
وتم توثيق نحو 16 شهيدا وهم :
( الشهيد محمد حديدي– الشهيد حذيفة محمد الغدير – الشهيد عبدالله مهيدي – الشهيد عمار محمد سعيد بعاج – الشهيد كريم كوان – الشهيد عبد الحميد حشتر – الشهيد محمود عويد- الشهيد وليد صالح العفوش- الشهيد بديع الحيجي- الشهيد محمود عبدالوهاب – الشهيد زهير مشعان – الشهيد عبد الوهاب عويد – الشهيد محمد السراوي – الشهيد محمود مشوح – الشهيد نورس سالم – محمد مشوح).
في اليوم الذي تلى المجزرة تحوّل تشييع الشهداء إلى مظاهرة كبيرة جداً تصدت لها قوات الأسد بالرصاص الحي ليرتقي شهيد و يسقط عدداً من الجرحى .
نفّذ نظام الأسد مخططه و ارتكب مجزرة بحق أبناء ديرالزور الأحرار ستظل ذكراها خالدة في سجلات تاريخ المدينة ، ليقوم على إثرها بالإيعاز لمؤيديه بالنزول إلى الأماكن التي تتواجد فيها اللجنة و الهتاف لبشار و البعث في محاولة لطمس معالم الاحتجاجات السلمية لأبناء ديرالزور .