تفاجئ الأسد بهذا الطوفان الشعبي ضده وكان يظن أن سوريا قد اصطبغت بمقولة “سوريا الأسد” وأنه لا يوجد خطر على كرسيه، إلا أنه في ذات الوقت بقي على حذر وينظر إلى الأمور من زاوية الخائف حتى وقع المحظور بالنسبة له.
لم يوفر الأسد ونظامه أي أسلوب من شأنه تكميم الأفواه وإرجاع الحكم إلى سدته، ردة فعل الأسد الأولى في مواجهة الثورة كانت عندما جنّدَ ما عُرف (بالشبيحة) وهم عبارة عن مدنيون متفرقون أو عائلات بأكملها ممن يمتلكون تاريخ مشوب بالبلطجة والأعمال الغير شرعية فحملوا السلاح الأبيض مع صيحة الحرية الأولى مدافعون عن الأسد.
وكان واعزهم في الغالب هو انتماؤهم الأعمى لحزب البعث أو دوافع طائفية للبعض أو بعض النقود التي كانت توزع على هؤلاء والحفلات التي يقيمها النظام لهم ويطعمهم فيها بعض ما كان يحرمهم منه في السابق.
لم يتمكن الشبيحة صد التظاهرات التي طالبت برحيل الأسد رغم ما ارتكبوه من قتل وتخريب فعمد الأسد إلى استعادة من انتهت خدمتهم من الجيش أو المخابرات وبالأخص الجنرالات الذين كانوا جزءً من الحدث الذي ارتكبه الأسد الأب وشقيقه رفعت من مجازر في حماة وجسر الشغور سنة 1982م فطلب إلى البعض تشكيل ميليشيات رديفة للجيش والبعض منهم كان ضمن غرفة عمليات إدارة الأزمة.
في هذا الوقت اتسعت رقعة التظاهرات المناهضة للأسد فاستدعى رجال حرب أصحاب خبرة من خارج سوريا كمستشارين عسكريين وسياسيين من إيران وروسيا وقد بان لاحقاً انّ هؤلاء لهم باع طويل في تشكيلات غير قانونية ويعتبرون كرجال المافيا حيث تعامل هؤلاء بطريقة العصابات من تصفيات وقتل وخطف وغيرها من الأفعال غير الأخلاقية بحق الثائرين ضد الأسد.
مؤخراً كشفت مجريات الأحداث إدانة جديدة في سجل الأسد الأسود إذ اتضح أن الأسد اعتمد صراحة على المجرمين الذين أدينوا من قبل بجرائم جنائية كالقتل والاغتصاب والسرقة وكان هناك اتفاق على أن يتحول هؤلاء لخدمة الأسد في قتل السوريين الثائرين مقابل حريتهم علماً انهم محكومون بالسجن المؤبد أو أحكام طويلة وفق أحكامٍ لقُضاة في محاكم تتبع الأسد نفسه قبل الثورة.
و قد أظهرت صور لأشخاص بثتها وسائل التواصل الإجتماعي إنخراطهم في صفوف قوات الأسد وظهورهم في مناطق مختلفة من ديرالزور سيطرت عليها قوات الأسد مؤخراً.
اللافت بالأمر أن هؤلاء الأشخاص معروفون لدى أبناء منطقتهم أنهم ضالعون بجرائم مختلفة وكانوا في سجون الأسد ولم يستكملوا فترات أحكامهم .
وأحد هؤلاء الأشخاص هو ” ر.س” المعروف لدى أهالي مدينته بضلوعه في عملية قتل، سجن على إثرها وحكم عليه بـ 20 سنة لم يتمم نصف تلك المدة حتى تفاجئ جميع أبناء المنطقة والذين يعرفونه بأن صوره بالزي العسكري منتشرة في شوارع مدينته بعد أن اقتحمتها قوات الأسد في الآونة الأخيرة.
لم يتوان الأسد ونظام البعث عن استخدام كافة الأساليب والوسائل وتوظيف مختلف أنواع الشخصيات حتى ولو كان لها تاريخ حافل بالإجرام في سبيل البقاء فوق كرسي الرئاسة و تطبيق شعار ” الأسد أو نحرق البلد “.