الرقة24 :
خاص :
طرحت الهجمات الأخيرة التي قام بها تنظيم داعش ضد مواقع قسد بمدينة الرقة أسئلة كثيرة حول تلك القدرة للتنظيم في استعادة عدد من المواقع في الأيام الأخيرة، وحول قدرته على المناورة والانقضاض ضد مواقع قسد، التي نجحت في تأمين معظم مقرات داعش وحصاره داخل جيوب لا تحتاج إلا بعض الوقت لتطهيرها من عناصر التنظيم المتبقين في الرقة.
علمت الرقة24 أن التنظيم -في وقت سابق- قام بحفر آبار مياه في أقبية بعض الأبنية من أجل تزويد مقاتليه بالماء، وهو ما يفسر عدم سقوط قتلى له عندما تم قصف الآبار الموجودة في الشوارع، وهي الآبار المخصصة للمدنيين، إذ كان الضحايا جميعهم من المدنيين.
وقام التنظيم أيضاً بحفر ممرات تحت الأبنية باتجاه بعض الشوارع، وأقام غرفاً مستقلة تحت الأرض بعيداً عن الأبنية، واتخذ منها مستشفياتٍ ميدانية وغرف عمليات لمقاتليه، وربطها بشبكة أنفاق معقدة تمتد إلى مسافات طويلة ضمن المدينة، إذ يصل بعضها إلى خارج حدود الأحياء السكنية؛ كما تم تخصيص بعضها لتخزين الحبوب والمواد الغذائية.
وبحسب شهود عيان ممن خرجوا حديثاً من المدينة المحاصرة فإنهم شاهدوا سيارات للتنظيم تدخل داخل بعض البيوت وهي محملة ولم يشاهدوها تخرج، وأنهم تفاجؤوا بالسيارات نفسها تعود في أوقات مختلفة للدخول، وتبين لهم أنها تخرج من مناطق أخرى من أجل التمويه.
وبحسب الشهود فإن هذه السيارات ازدادت حركتها بشكل مكثف قبل بدء المعارك في الرقة وحصارها، وقد عمد التنظيم في ذلك الوقت إلى نشر إشاعة أن عدد مقاتليه الموجودين لا يتجاوز 500 مقاتل، ولكن مع بدء المعارك تبين أن الأمر محض خدعة استغلها التنظيم ليستدرج القوات المقاتلة، من ثم يتصدى لها داعش بعدد كبير من مقاتليه، الذي تم التأكد من أنه يتجاوز 3000 مقاتل أغلبهم من العناصر الأجنبية والمدربين على القتال بشكل محترف، وعلى أساليب الاختباء والهجوم المباغت.
ولايزال قسم كبير منهم موجوداً، بينما قتل عدد منهم في الغارات الجوية والقتال المباشر، وشوهدت جثثهم في الشوارع وتم نقلها مباشرة إلى مقابر جماعية بعضها في الحدائق العامة وبعضها الآخر في الساحات المكشوفة. وتوجد إحدى هذه المقابر بجانب الجسر القديم من الجهة اليسرى منه، ويقوم التنظيم بأخذ أية أوراق تثبت شخصية المقاتل قبل دفنه ويحيط التكتم الشديد بأعداد القتلى ولا يصرح التنظيم بأية معلومات عن قتلاه.
وقد غادر قسم كبير من قادة التنظيم المدينة قبل حصارها، وسلموا القيادة فيها إلى المهاجرين، بحسب الشهود الذين أكدوا وجود أجهزة إنترنت فضائية خاصة لعناصر التنظيم، وأجهزة اتصال فضائي من نوع الثريا يستعملها التنظيم في حالات معينة فقط وعلى نطاق ضيق.
ميدانياً، قتل 4 عناصر من قوات قسد قنصاً في حي الكهرباء بمدينة الرقة المحاصرة، بينما دارت اشتباكات اليوم بين قسد وداعش في محاولة من قسد استعادة مناطق خسرتها في محيط المشفى الوطني.
وذكر مراسل الرقة24 أن الاشتباكات تتركز من جهة فندق الكرنك السياحي، ومن جهة الشمال الغربي حيث يتعرض حي النهضة إلى قصف مدفعي في محاولة لإحكام السيطرة على مدرسة جواد أنزور والمنطقة المحيطة بها وصولاً إلى الحديقة البيضاء.