بعد مرور ما يقارب الثلاث سنوات على تشكيل جيش أسود الشرقية لا يزال قائما كـ تشكيل عسكري منظم في حين انهارت عدة تشكيلات قبله وبعده، بل واستطاع التمدد في البادية السورية وزيادة المساحة التي تسيطر عليها قواته.
إلاّ أن نظام الأسد و الميليشيات المساندة له استغلت النتائج الصادرة عن مؤتمر الأستانة والتي أفضت إلى التوقيع على اتفاق “خفض التصعيد” لتشن حملة شرسة على مواقع الجيش السوري الحر في منطقة البادية السورية، ويبدو أن نظام الأسد يريد من هذه العملية تأمين خط بري يصل بين إيران ودمشق حتى بيروت عبر بغداد، من خلال السيطرة على كامل طريق دمشق- بغداد، وقطع الطريق أمام فصائل الجيش الحر لفك الحصار عن القلمون الشرقي، بالإضافة لتوسيع نطاق السيطرة في محافظة حمص والبادية السورية، على حساب الفصائل، بالشكل الذي يسهل عليه لاحقا خوض معركة دير الزور من أكثر من محور عدا عن إقصاء أي دور للجيش الحر فيها.
ولذلك فقط أطلق ناشطون من محافظة دير الزور، وسماً حمل عنوان “لا تخذلوا أسود الشرقية”، وذلك لمساندة فصائل الجيش السوري الحر العاملة في البادية السورية، والتي تخوض معارك عنيفة ضد قوات الأسد والميليشيات المساندة لها.
وذكر بيان صادر عنهم أن مقررات مؤتمر “أستانا” التي أفضت إلى قرارات “خفض التوتر” في مناطق واسعة من الأرض السورية والتي نتج عنها في المحصلة تعقيد الموقف في الثورة السورية, وكانت مخرجاته تصب في مصلحة النظام والميليشيات التي تقاتل معه، والتي استغلت برود الجبهات بعد توقيع اتفاق “خفض التصعيد”، ليكثف من هجماته في منطقة البادية من أجل السيطرة عليها واضعا أمام عينيه دير الزور هدفا مباشراً حالماً بالسيطرة عليها لتكون نقطة انطلاق له كي يسيطر بعدها على المناطق المحررة الواحدة تلو الأخرى.
وأكد البيان أن ثوار البادية يقاتلون دولاً اجتمعت قواتها في البادية السورية بغية السيطرة على دير الزور، ابتداءً بميليشيا “الحرس الثوري” الإيراني، مرورا بقوات النظام المدعومة جوياً وبرياً من روسيا وميليشيا “حزب الله” وأكثر من عشرين ميليشيا طائفية أخرى.
ودعا البيان جميع أحرار دير الزور وسوريا للمشاركة بحملة “لاتخذلوا أسود الشرقية” لمناصرة ثوار البادية ودعمهم بكل ما يمكن، ولتذكير المجتمع الدولي أن جيش “أسود الشرقية” وكل قوة تقاتل النظام ومفرزاته من تنظيم داعش وأخواتها هو الممثل الشرعي لدير الزور.