حزب البعث السوري والشوايا
من يتحمل الوزر الأكبر في النيل وتشويه سمعة الشوايا في سوريا هو نظام حزب البعث الذي سعى جاهداً لتهميشهم وتقليل قدرهم أمام باقي المواطنين السوريين وخصوصاً سكّان الحضر ” سكان المدن ” وبأنهم ريفيون ولا يتمتعون بالثقافة أو الحضارة التي يمتلكها سكان أهل المدن وبأنهم متخلفون !
وحتى أن سكان المدن كلهم تعود أصولهم للشوايا بصورة أو بأخرى لكنهم سكنوا المدن واختلفت عادات الحياة عندهم عن الحياة الريفية التي يمارسها الشاوي .
كان حافظ الأسد – الرئيس السوري السابق – قد حاول وعمل جاهداً على أن يشتري ولاء تلك العشائر ” الشوايا ” من خلال السيطرة على بعض المشايخ خشية أن تتمرد عليه تلك العشائر , فمنحهم بعض المناصب الوهمية كما في مجلس الشعب السوري . وأوهمهم بأن لهم الكلمة الفصل في أي شيء يطلبونه لصالح تلك العشائر التي يمثلونها ولكن لم تكن تلك الحقيقة بالمطلق . فنظام البعث الأسدي تعمّد تهميش وتشويه سمعة الشوايا في نظر السوريين حتى وإن لم يكن ذلك بشكل واضح وجلي .
أصل تسمية الشوايا
الأبرز لهذه التسمية هي الكرم المفرط الذي كانوا يمتازون به حينما يكرمون ضيوفهم الذين ينزلون بمنازلهم , وكانوا يقدمون لهم الولائم ويشوون لهم اللحم ولا يسألون ضيفاً عن حاجته قبل ثلاثة أيام من ضيافته وهذه الميزة هي التي تمتاز بها كل عشائر وقبائل المنطقة الشرقية في سوريا والمعروفين ” بالشوايا ” . فليست صفة الكرم جديدة عليهم ولا يزالون يتوارثونها منذ الأزل وحتى اليوم دون انقطاع .
ليس الكرم هو الميزة الوحيدة التي يمتاز بها الشوايا , فهم أهل النخوة منذ ما قبل الإحتلال الفرنسي . فقد سطروا بطولات سجلها التاريخ الحقيقي . ففي فترة الاحتلال الفرنسي كان السباقون في التصدي له هم الشوايا في المنطقة الشرقية ” ديرالزور – الرقة – الحسكة ” والتي تتمتع بالحاضنة الاكبر في سوريا من أبناء العشائر والتي تتجاوز أكثر من ٤ مليون نسمة كلهم ينتمي لتلك العشائر العربية الأصيلة .
الشوايا والثورة السورية :
سالت دماء الشوايا في الثورة السورية في أول أيام الثورة السورية سواء في ديرالزور أو الرقة أو الحسكة , لم يتأخروا عن مناصرة المحافظات السورية الثائرة ضد نظام الأسد وتصدوا بصدورهم العارية للظلم الممارس بحقهم وبحق الملايين من السوريين من قبل قوات الأسد . خضبت دمائهم الزكية أراضي سورية جمعاء , فكان لهم شهداء حتى في المحافظات السورية الأخرى كحمص وحلب وإدلب ودمشق وحماه . وكلها كانت نخوة وحمية ومناصرة للشعب السوري في ثورته على الظلم والظالم في سوريا .