نساء اختفت قصصهن عن العالم الذي يتناسى وجودهن فيه واكتفى بأخبار عاهرات القرن، بدأت رحلتي معهن وأنا أحاول أن اجد أمل ليقوم الاتحاد النسائي بتكريمها في عيد الأم فاكتشفت أن العالم صغير تحت اقدامهن.
أول سيدة قابلتها كانت ،،أم قصي،، واعتذر عن ذكر اسمها الصريح، فهي تخشى على من بقي من أهلها في ديرالزور.
تقول لي سأبدأ قصتي معك حين قصف مبنى النفوس واستشهد خيرة شباب الثورة (خليل البورداني ورفاقه)لم أعد أذكر الأسماء يابنتي يومها انهارت علينا القذائف كالمطر وكان زوجي يراقبها أين تسقط وأنا أرجوه أن يدخل المنزل بينما عدي (ابنها الثاني وعمره 17 عاما ) يراقب مايحدث من البرندة وينقل لنا الاخبار كأحد المراسلين.
وفجأة امتلأ البيت غباراً وأحسست بلسعة عقرب تصيبني، ناديت بهم عدي .. أبو قصي .. نور عمر .. أصرخ وأصرخ وبدأت أسمع صيحات ترد علي، إلا زوجي وعدي.
استعدت انفاسي وخرجت تائهة لا أعرف ماذا أصابني فوجدت أبو قصي مسجى على الطريق يسبح في بركة من الدماء وبجواره ابني عدي ينتزع النفس الأخير..
صحت بعم أولادي أن يسرع ليسعفنا إلا أنه استشهد أيضاَ، في تلك الأثناء جاءت سيارة للجيش الحر وحملتنا جميعا لم أعرف حتى اني مصابة بشظية، لم أشعر بالألم وبعد وصولنا المشفى فارق عدي الحياة.
أدركت حينها حجم المسؤلية التي وقعت علي فأولادي الصغار وأولاد عمهم أصبحوا في خطر وعلي إخراجهم وعبور حواجز قوات الأسد، تركت الحزن جانباً دفنا شهدائنا وتركت قصي مع رفاقه وخرجت مع الباقين إلى الرقة، لم أبك لم اتألم كان علي عبور الحواجز دون أن يشعر عناصر الأسد، بما حدث معنا حتى وصلت إلى أهل زوجي هناك اغمي علي وتم علاجي.
استجمعت قواي وبدأت رحلتي مع أطفالي وأبناء عمهم عاهدت نفسي على تدريسهم والا يشعروا بالنقص في شيء ولكن خبر استشهاد قصي هز من عزيمتي فقررت مغادرة البلد وتوجهت إلى مخيمات اللجوء في تركيا، إلا أن الموت استمر يلاحقنا ليستشهد شقيق زوجي وزوجته ويترك الأحمال علي وانا الان مسؤولة عن عشرة أطفال احاول جاهدة أن لا انقص عليهم شيئا وأن يتابعوا دراستهم رغم سوء أحوال المخيم إلا أنني كل ما اتمناه هي العودة القريبة.
سيدة تستحق التقدير حقيقة وكل التكريمات لاتوفي حقها رزقها الله بر أيتامها ونتمنى أن يتحقق حلما بأن تراهم متفوقين في كل مجالات الحياة
قف لها أنت في حضرة المرأة الديرية.