This post is also available in: English
خاص-ديرالزور24
سهلت منابر المساجد وخطب الجمعة في سرعة انتشار دعوى تنظيم داعش في أنحاء سوريا بشكل عام ومدينة دير الزور بشكل خاص، حيث كانت الخطب والمنابر البوابة لأمثل في نشر أفكار التنظيم ومعتقداته وكذلك ساهمت بشكل كبير في حشد المدنيين المغرر بهم من قبله في ميادين القتال.
وبدأ التنظيم منذ سيطرته على مدينة ديرالزور باتخاذ استراتيجيات وخطوات معينة لضمان ألة إعلامية لصالحه سواء في الانتصار أو الهزيمة حيث بدأ بدورات شرعية إلزامية لكافة الخطباء على كافة مستويات المنطقة بداية من المدن وصولاً بالقرى الصغيرة، تترواح مدتها بين أسبوع أو شهر بحسب المنطقة، سبقها دورات استتابة باعتبار انهم مرتدون، ومن يعتذر من الخطباء السابقين في المساجد يتم تعيين خطباء جدد من الشبان بأعمار صغيرة بحسب يضمن تلكا لمنابر لصالحه من خلال الدعوة وحشد الأفراد.
وبالانتقال لخطب الجمعة اتخذ التنظيم قرارات بخطب موحدة تصل الخطباء صباح كل يوم جمعة تتضمن بالمجمل التذكير والمقارنة بين الواقع الحالي وزمن البعثة النبوية وحالهم اليوم وتشبيهه بحال الصحابة، والتذكير بالمنافقين والمرتدين وحالهم وإسقاطه على الواقع الحالي مثل فصائل الجيش الحر، كما تحمل بشكل كبير الدعوة للنفير والانضمام للتنظيم وتنتهي بطلب الدعاء لأمير التنظيم البغدادي بشكل خاص ومن ثم لعناصر التنظيم بشكل عام.
وقد خصص التنظيم الكثير من خطب الجمعة لحث الأهالي للالتحاق بصفوف التنظيم والقتال بجانبه ضد أعداءه ومثال ذلك في ديرالزور وريفها عندما احتاج التنظيم لأعداد من المقاتلين لمواجهة المليشيات الكردية في الحسكة.
وقام الخطباء بمدينة ديرالزور بإلقاء الخطب الحماسية وناشدوا الشباب التطوع للقتال بصفوف التنظيم للدفاع عن أعراضهم “ضد الملحدين” بحسب قولهم وفعلا نجح التنظيم باستقطاب الشباب وجعلهم وقود لهذه المعارك حيث أن أغلب من يذهب لهذه المعارك لا يعود كون التنظيم يزج بهم في الخطوط الأولى ﻷنه لا يثق بهم كما أن الخطب الجمعة والدروس في المساجد كانت تتغنى ببطولات وانتصارات تنظيم داعش والدفاع عن أخطاءه وتجاوزاته بحق الأهالي وتبرير تكفير الثوار والمذابح التي ارتكبت بحقهم بحجة الكفر والعمالة للغرب وتلقي الدعم من المجالس العسكرية.
وفي عقاب ذكي فرضه التنظيم على عامة المسلمين بحسب وصفهم كل من يخالف ويرتكب جرماً عليه أن يتبع دورة شرعية داخل أحد المساجد يحدده التنظيم وغالبا ما تنتهي هذه الدورة بمسح عقل متبعها وخلق انسان يحمل فكر موالي للتنظيم.
وقد أوجب شروط يجب توفرها بالخطيب و أولها اتباع دورة شرعية تحت اشرافهم ويمنع من الخطابة من لم يخضع للدورة حيث حدث في يوم الجمعة بجامع حرويل بمدينة ديرالزور أن الخطيب تأخر عن القدوم للمسجد فقام رجل وصعد المنبر واتم واجبات صلاة الجمعة وبعد الانتهاء من الصلاة جاءت سيارة للأمنيين واعتقلت الخطيب لأنه صعد المنبر ولم يصرح له بالخطابة.
وتعتبر المنابر وخطب الجمعة أحد أهم القنوات الإعلامية على مر التاريخ للمسلمين ومنها كانت تطلق شرارة الحروب ضد الكفار وبها يتم السلم الصلح وكافة أمور المسلمين لذلك اتخذها التنظيم مدخلاً لنشره فكره ودعواه، لذلك كان الخطباء سلاح جديد للتنظيم يضاف لأسلحته الإعلامية التي استجلب بها الاف المقاتلين من جميع انحاء العالم.
ما قام التنظيم منذ سيطرته في محاولة لعزل المدنيين في مناطق سيطرته عن العالم الخارجي بمنع التلفاز وأجهزة البث الفضائي (ستلايت) وحسر شبكات الانترنت في مقاهي وفقط للتواصل.
ويتمحور استغلال التنظيم لخطب الجمعة والخطباء الذين وضعهم في عدة أسباب أهمها، نشر أفكارهم في أهم مكان للمسلمين والمدنيين بكل عام وهي المساجد وخطب الجمعة.
الجدير بالذكر، أن التنظيم استغل الأطفال من خلال الخطب الرنانة وتجنيدهم في صفوفه والدعوة من خلال المساجد للالتحاق بمعسكرات التنظيم وقد نجح في ذلك بالفعل، كما عمل على إنماء روح الطائفية والعرقية وذلك ظهر جلياً في معاركه ضد أعداءه المختلفين مطلقاً عليهم تسميات (الأكراد والشيعة والروافض- المرتدين ..ألخ) ومن ثم ألة إعلامية لجلب عامة المدنيين للانضمام إليه.