This post is also available in: English
خاص – ديرالزور 24
سببت سيطرة تنظيم داعش على محافظة دير الزور في عام 2014 انتكاسة كبيرة للخدمات الطبية والصحية فيها، فبدأ الوضع الصحي بالتدهور يوماً بعد يوم، حتى وصل إلى أدنى مستوياته من فقدان للرعاية الصحية وهروب الأطباء ومقتل بعضهم، وارتفاع أسعار الأدوية بشكل خيالي وفقدان معظمها.
فسرقة المراكز الصحية ونقلها للعراق أثر بشكل كبير على المدينة وريفها وأصبحت شبه خالية من المراكز الصحية والطبية وتحول الممرضين فيها إلى أطباء بحكم الحاجة.
ومما زاد الوضع الطبي سوءاً رفع العلاج المجاني عن المدنيين فكل معاينة يتعين عليهم دفع مقابل مالي لها ذات الأمر ينطبق على الأدوية إن وجدت.
مراكز صحية مسروقة أو مقصوفة
لم يدخر كل من تنظيم داعش ونظام الأسد، جهداً بسرقة واستهداف المراكز الصحية بمدينة دير الزور فالمراكز التي سلِمت من سرقة داعش لها استهدفها نظام الأسد بالقصف الجوي والمدفعي ما أدى لخروجها عن العمل.
ويقول مراسل د24 إن أحياء مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة داعش تفتقر للخدمات الطبية والصحية سوى مركزين هما مشفى السعيد والمشفى الميداني بحي الشيخ ياسين حيث حول الأخير لمشفى للنساء فقط بعد إغلاق التنظيم لمشفى القحطان التخصصي (نسائية وولادة).
أما في ريف المدينة فيؤكد مراسل د24 عدم وجود أي نقاط طبية عدا مشفى واحدة وهي غير فعالة، أما في المنتصف بين الريفين الغربي والشرقي فهناك مشفى التقوى الميداني والذي يعتبر أكبر المشافي من حيث الخدمات التي يقدمها والعمليات التي يجريها، وبالانتقال للريف الشرفي فهناك مشفى الدحلة ويقدم خدمات طبية على قدر الاستطاعة.
أطباء هربوا وأخرين قتلوا
تفيد الأنباء الواردة من جميع مناطق سيطرة داعش في سوريا بشكل عام تضييقه على الأطباء وملاحقاتهم وقتل بعض منهم بتهم مختلفة ما أثر بشكل كبير على دورهم الصحي ووجودهم في مناطق سيطرته، ففي دير الزور وريفها تعاني المدينة من نقص شديد للغاية بوجود الكوادر الطبية والمخبريين حتى أن بعض المشافي تعتمد على الممرضين وتسلمهم دفة المشافي لتسيير أمور المدنيين الطبية بحسب مراسلي د24 من المدينة وريفها حيث أن التنظيم طارد معظم الأطباء وقتل بعضهم بتهم مختلفة كان أخرها طبيبين أعتقلهم التنظيم من أحياء المدينة .
كما قام داعش بتعيين مستخدمين وعمال النظافة كممرضين في حين استقدم عمال ومستخدمين جدد للعمل في المشافي العاملة ضمن مناطق سيطرته، كما أن المشافي غير قادرة على تقديم العلاج بشكل حقيقي فقط تضميد الجراح والحالات الإسعافية.
.
أمراض وأوبئة منتشرة، والأسباب كثيرة
وعلى صعيد انتشار الأمراض والأوبئة، يفيد مراسلي د24 من المدينة وريفها بأن أسباب كثيرة أدت لانتشار الأمراض، أهمها تلوث مياه الشرب نتيجة لتوقف محطات التصفية، والتلوث البيئي الناتج عن تصفية النفط بطرق بدائية، وهجرة الكوادر الطبية والفقر المدقع، والفقدان شبه التام للأدوية وغياب الأخصائيين.
ومن الأمراض المنتشرة في المدينة وريفها، التهاب الكبد الوبائي، داء الرئة والحمى المالطية والسل هذا عند الكبار والبالغين أم الأطفال فيعانون من أمراض، الحمى بكافة أنواعها ومرض اليرقان والانتان الجرثومي بالإضافة لأمراض أخرى.
الأدوية .. أسعار من الخيال .. وشح كبير
تفتقر مدينة دير الزور وريفها في المناطق الخاضعة لسيطرة داعش للأدوية بشكل كبير، إضافة للارتفاع الخيالي بأسعارها كون مصادرها أما من مناطق نظام الأسد بالتعاون مع بعض المتنفذين عند داعش أو من مناطق سيطرة المعارضة قادمة من تركيا، وبكلتا الحالتين تضاعف سعرها عدة مرات كونها تأتي عن طريق مهربين وتجار فلا ضابط لأسعارها وترتفع نسبة للأحداث التي تمر بها المدينة وريفها، كما أن الصيادلة الموجودين لا يستجلبون الأدوية بكميات كبيرة خوفاً من استهداف صيدلياتهم من قبل نظام الأسد أو التحالف، بالإضافة خوفهم من الاعتقال من قبل التنظيم، ومن أهم الأدوية المفقودة، أدوية القلب والسكر، وأدوية داء الكلب ولقاحات شلل الأطفال وأدوية اللاشمانيا وإن وجدت فهي بأسعار يعجز المواطن عن دفعها.
ويبقى المدنيين الخاسر الأكبر لكل ما يجري في دير الزور وريفها ويدفعون فاتورة حرب بين التحالف الدولي من جهة ونظام الأسد من جهة وتنظيم داعش في الجهة المقابلة أثرت على حياتهم اليومية بكل تفاصيلها في انتظار أمل يعيد الحياة لهم من جديد.