This post is also available in: English
كعادتها ومن جديد تعود داعش لممارسة دورها في تصفية رجال الثورة ورموزها في دير الزور، ومن لم يستطع النظام الوصول إليه كانت له داعش بالمرصاد، حتى أفرغت المدينة من قادتها وأبطالها ونخبتها العلمية والثقافية وقادتها الحقيقيين.
من أوائل الضباط المنشقين
في يوم واحد مأساوي تبلغ داعش أهل الملازم أول حمود المهيدي أنه تم تصفيته في سجونها بتهمة التعاون مع الجيش الحر، وكذلك أنباء عن تصفية علي فدعوس أحد أساطير الجيش الحر في بداياته، ولكنها لم تبلغ أهله لعدم وجود أحد منهم في موحسن، فمن هم الذين قامت داعش بالغدر بهم وقتلهم انتقاماً للنظام، لأنهم أذاقوه المر، طيلة أعوام الثورة الأولى.
الملازم أول حمود المهيدي من مدينة موحسن أحد أبطال الجيش الحر، حيث كان يخدم في إحدى كتائب الدفاع الجوي قرب مدينة بانياس , ويعرفه أبطال الجيش الحر هناك بأنه كان في طليعة المتعاونين معهم , ومن ثم ومع بدء حركة الانشقاق كان من المنشقين الأوائل في مدينة دير الزور , حيث إنشق بالشهر الرابع 2012 ملتحقاً بالجيش الحر في مدينته موحسن , وكان من أبطال لواء أحفاد محمد أحد أبرز ألوية الجيش الحر في دير الزور , آنذاك حيث شارك في معارك تحرير أحياء المدينة منذ الشهر السادس عام 2012 وكان كما يعرفه الجميع بطلاً لا يهاب، خاض جميع معارك المدينة التي كان أهمها معركة الدفاع المدني وتحرير الهجانة ومع هدوء المعارك في داخل المدينة عاد ليشارك في معارك تحرير المياذين، حيث كان من أصحاب النخوة فكان يخرج في كل معركة وحين يحتاج رفاقه لمؤازرة، خاض معارك كثيرة على أسوار مطار دير الزور العسكري وكان اسمه يتردد كثيراً على قبضات الاتصال حيث تجده في كل مكان فيه اشتباكات , حتى أصيب في معركة تحرير كتيبة الصواريخ حيث انفجرت بقربه قذيفة شيلكا مما أصابه بعدة شظايا في الوجه والعنق واليد اليسرى أدت إحدى هذه الشظايا لإصابة عينه اليمنى مما أدى لفقدها بشكل كامل، ينقل عنه عناصر المشفى الميداني أن روحه المعنوية كانت مرتفعة وكان يسأل عن رفاقه المصابين، أجرى بعدها عدة عمليات لعينه في تركيا لكنه فقدها وآثر العودة لمدينته رغم وجود داعش فيها، وكانت كلمته أنه لم يرتكب معصية أو خطأ وانه خرج ضد النظام ولم يخف، أعتقله عناصر داعش بعيد عودته وتواترت أنباء كثيرة عن تصفيته لكن لم يصل الخبر إلى ذويه حتى تاريخ أمس حين نقل عناصر داعش خبر تصفيته بتهمة التعامل مع الجيش الحر.
من يعرف حمود المهيدي الضابط والإنسان يعرف ما هي الثورة وما هي التضحية ويعرف معنى البطولة يشهد له بذلك جنود النظام الذي كانوا يخشون المناوبة في قطاعه وعند اصابته لم يكن مناوباً في القطاع المخصص له بل كان في مؤازرة.
علي الفدعوس…أيام الجيش الحر الأولى
أما علي فدعوس فمن في دير الزور لم يعرف علي فدعوس , من لا يعرفه لا يعرف الثورة ولا الجيش الحر , خرج في الأيام الأولى للثورة رغم أنه كان يعيش حياة شاب مغامر حالته المادية جيدة حيث يوجد قسم من عائلته بالخليج ومع ذلك خرج ثائراً.
عُرف علي فدعوس منذ بدايات العمل المسلح في دير الزور , وكان بطلاً اسطورياً يشبه أبطال السينما حيث لم يكن يخشى الموت أذاق جنود النظام الويلات حتى باتوا يخشون إسمه، كان شجاعاً مقداماً ربما كان يصفه البعض بالطيش لشدة تهوره في قتال النظام، هي الثورات تصنع أبطالها المهمشين ليذكرهم التاريخ علي فدعوس لم يترك معركة لم يخضها ولم يترك حاجزاً أو فرعاً للنظام في دير الزور لم يقتحمه .
يذكر أحد أصدقائه أنه اقتحم مفرزة الأمن العسكري بالمياذين ليلاً , وأخذ أحدى سياراتهم مع السلاح الموجود فيها وخرج سالماً , أصيب عدة مرات إحداها في ملحمة الرصافة , حين جاء مسانداً لرفاقه من جهة جامع الصفا بحي العمال حيث وقف في منتصف الشارع يحمل بندقيته ليشتبك مع الحاجز إلى أن أصيب , شارك في معارك الريف ومعارك مطار دير الزور العسكري حتى دخول داعش حيث تم اعتقاله وهناك أنباء عن تصفيته لكن لأنه آثر البقاء مع الثوار ولم يسافر إلى أهله في الخليج لم يجد عناصر داعش أحداً من أهله لإبلاغهم.
هو دور تمارسه داعش منذ لحظة دخولها الأولى في تصفية كل من خرج على هذا النظام وكأنها تعاقبه بدأتها بتصفيات للقادة والناشطين ومن ثم اختطاف واعتقال , وهي الثورات تأكل أبناءها وتخسرهم لكن لابد لدمائهم أن تنبت من جديد أزهاراً للحرية.